معينة حالت دون تحقيق طموحاتهم، أبرزها أنهم لم ينالوا الحظوة المطلوبة لدى
سلطات الاحتلال البريطاني. وقد وضع بعض الباحثين قائمة من ثمانية مرشحين لعرش
العراق وهم: 1- عبد الـرحمـن الكيلانـي، 2- طالـب النقيب، 3- عبد الهادي العمري
الموصلي، 4- برهان الدين بن عبد الحميد الثاني (العثماني)، 5- آغا خان زعيم
الاسماعيلية، 6- الشيخ خزعل أمير المحمرة، 7- ابن سعود أو أحد أبنائه، 8- أحد
أبناء الشريف حسين([1095]).
أما عبد الرحمن الكيلاني، فقد كان رجلاً متقدماً بالسن،
ومعتلاًّ من الناحية الصحية، بالإضافة إلى عدم تمتعه بثقة كافية داخل أوساط
المعارضة، مما أضعف المراهنة على نجاح ترشيحه. وسنتحدث عن طالب النقيب بعد ذكر
المرشحين الآخرين بشيء من التفصيل قبل الحديث عن فيصل. أما المرشح عبد الهادي
العمري فإنه يعتبر لدى البعض أليق المرشحين، حيث لقي بعض التأييد في استفتاء عام
1919م في عهد (ولسون)، إلا أنه فضّل البقاء في تركيا، ودخل الوزارات التركية عدة
مرات. أما الأمير برهان الدين فهو من أبناء أحد سلاطين آل عثمان وكانت له شعبية
داخل الأوساط الموالية للعثمانيين، وكان له نفوذ واسع في كركوك، وفي أوساط
التركمان بالذات، وقد كان يطلق عليهم كلمة (كليورلر) وهي لفظة تركية معناها
العائدون، وذلك لترويجهم فكرة عودة العهد العثماني. ولكن السلطات البريطانية عارضت
ترشيحه لتقطع الصلات تماماً بالعثمانيين. أما الشيخ خزعل أمير المحمّرة فيبدو أن
البريطانيين أرادوه لأدوار أخرى، فلم يحصل على تأييد كامل من قبلهم لنيل هذا
الطموح، بالرغم مما أشيع من أن اتجاهاً علمائياً في النجف كان يؤيد ترشيحه، تبنّاه
الشيخ عبد الكريم الجزائري، والشيخ علي كاشف الغطاء، وهما من العلماء البارزين،
إلا أنه سحب ترشيحه حينما أحسّ بميلان الميزان البريطاني لصالح فيصل([1096]).