البريطانية المركزية، على دراسة وضعها في
العراق بصورة دقيقة، لتوحيد الرؤية والقرار، فلذلك أنشأت (لجنة الشرق الأوسط)
تابعة لوزارة المستعمرات لتنسيق الأعمال والصلاحيات في العراق، بين وزارة الخارجية
البريطانية، وحكومة الهند،ووزارة المستعمرات. وأبرز عمل قام به وزير المستعمرات
(ونستون تشرشل)، هو عقد مؤتمر القاهرة في 12 آذار 1921م، 3 رجب 1339هـ، حضره عدد
كبير من الخبراء البريطانيين ومستشاري (تشرشل) في الشؤون الشرقية، وقد مثّل
العراق، المندوب السامي برفقة القائد العام للقوات البريطانية في العراق (يلمر
هلداين)، وساسون أفندي حسقيل وزير المال، وجعفر العسكري وزير الدفاع، وبعض مستشاري
الوزراء، والمس بيل السكرتيرة الشرقية. وقد تناول المؤتمر مسألة اختيار ملك
العراق، وقضية الجيش العراقي وخفض النفقات المالية، وكذلك ترتيب العلاقات العراقية
- البريطانية. هذا وبعد أن وقع اختيار الخبراء البريطانيين في الشؤون السياسية
والعسكرية الحاضرين في المؤتمر على الأمير فيصل ليكون ملكاً على العراق، حسم الأمر
لدى المؤتمرين باعتباره المرشح الأوحد، وبذلك انحسر أثر المرشحين الآخرين لهذا
المنصب([1093]).
وقد «كانت مسألة تنصيب الأمير فيصل بن الحسين، ملك سوريا
السابق، قد بحثت بين فيصل والحكومة البريطانية قبل انعقاد المؤتمر. وعندما حل وقت
انعقاد مؤتمر القاهرة.. كان فيصل قد وافق على العرض الذي تقدمت له به الحكومة
البريطانية ليكون ملكاً على العراق، وكانت جميع النقاط البارزة قد حسمت بينه وبين
الحكومة البريطانية ولم يبق لمؤتمر القاهرة غير المصادقة على ترشيحه، ورسم الخطة
التي تتبع في تنصيبه ملكاً على العراق»([1094]).
هذا، وقد كان هنالك عدد من المرشحين
لهذا المنصب، إلا أن أسباباً