الأعظم صلى الله
عليه وآله وسلم وأهل بيته عليهم السلام في نفوس الناس وخاصة الشيعة([1089]).
أما من الناحية السياسية فكان لزاماً على بريطانيا أن تنال موافقة فرنسا في
ترشيحه، وكانت تعتبر هذه القضية السياسية، رئيسية في بُعد العلاقات الدولية وأثرها
على الموضوع، لذلك عندما فاتح (اللورد كرزن) وزير خارجية بريطانيا، فرنسا بذلك،
بدا الامتعاض على المسؤولين الفرنسيين فاتهموا فيصلاً بتقلبه وعدم ثباته، وإنه كان
يتفق معهم سراً في سوريا ضد الوجود البريطاني([1090]).
ومع ذلك لم تجد بريطانيا أفضل منه في تلك المرحلة، فتم الاتفاق معه بشرطين:
«أولاً: أن يقبل فيصل بالانتداب البريطاني. وثانياً: أن يتجنب أي عمل عدائي ضد
فرنسا في سوريا.. وإنه يجب أن يتظاهر أمام الناس بأنه مستقل وليس ألعوبة بيد
الحكومة البريطانية»([1091]).
وبالفعل
يمكن القول، أن فيصل نجح في مهمته ونجحت الأجهزة المخططة له من خلفه، ليظهر للناس
بمظهر المنقذ لهم والمحقق لطموحاتهم [!]. ويبدو أن حالة من الاضطراب عاشتها الشعوب
الإسلامية - آنذاك - فكان لتحرك الشريف بريق خاص يدغدغ أحلام الشعوب العربية
المسلمة، ومن هنا نفهم السر في توجهات أطراف داخل المعارضة العراقية بدأت تميل نحو
الشريف وأبنائه، ظناً منها أن سبيل الخلاص يتحدد باختيار أهون الشرّين، أما الحكم
البريطاني المباشر، وأما الالتفاف حول الشريف، وحينما أبدت بريطانيا حالة عدم التحمس
نحو فيصل -ظاهرياً - ازداد التعلق به من قبل الشعب العراقي وبعض العلماء والرموز
الاجتماعية، كل ذلك من باب - المرء حريص على ما منع - كما يقال-([1092])
لذلك حرصت الحكومة