responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شيعة العراق وبناء الوطن نویسنده : الدكتور محمد جواد مالك    جلد : 1  صفحه : 427
6 شباط 1919م حيث قال لها: «..أنا درويش.. إن صيرورتي رئيساً سياسياً للدولة هي ضد أشد مبادئ عقيدتي تأصلاً، ففي أيام جدي عبد القادر إعتاد الخلفاء العباسيون استشارته كما تطلبين أنتِ وزملاؤك مشورتي الآن[!]، لكنه لم يكن يوافق على الاشتراك في الشؤون العامة، وسوف لا أوافق أنا ولا أي أحد من أحفاده على أن نفعل ذلك، وهذا جوابي من الوجهة الدينية لكني سأعطيك جواباً يستند إلى أسباب شخصية، فإني متقدم بالسن، وأرغب أن أقضي الخمس أو الست سنوات التي بقيت من حياتي في الدرس والتأمل،..لا أتراجع عما قلته الآن، حتى إذا كان في ذلك إنقاذ العراق من الدمار التام»([1065]). ولكن المستعمرين يعرفون كيف يؤثرون على الرجال الضعاف ويغيّرون قناعاتهم، والمعروف عن الكيلاني إنه يكره علماء الشيعة الذين أفتوا بالجهاد ضد البريطانيين([1066]). لذلك حينما اجتمع إليه (كوكس) أكد عليه ضرورة قبوله المنصب السياسي - في رآسة الوزارة - وإلاّ سيتحول إلى رجال الشيعة الذي يكرههم، لذلك وافق على قبول المنصب ضارباً كل مبادئه وتعهداته مع نفسه عرض الحائط([1067]). وللأسف الشديد لقد آنجرّ هذا الشيخ المسكين إلى هذا الموقع بدوافع طائفية، وفاته أن يفكّر بجدّية من خلال الوعي الإسلامي والوطني في مصير البلاد والعباد. ومع كلّ ما تقدم، يبدو لنا إن السبب المهم الذي دعا (كوكس) للاعتماد على النقيب الكيلاني في المرحلة الانتقالية -بإصرار - لأداء هذه المهمة الصعبة، هو أنه رجل كبير السن، حيث كان يناهز الثامنة والسبعين، وكان مصاباً بداء المفاصل، وزاهداً عن مناصب دنيوية. معنى ذلك أنه كان ضعيف البنية الجسدية وضعيف الاستعداد النفسي أيضاً، لتقبل هذا المنصب مما يستبطن ضعفه أمام الإدارة البريطانية وآستسلامه أمام قراراتها السياسية، فلا يستطيع أن يتخذ قراراً وطنياً يناهض الإدارة البريطانية فأصبح أشبه ما يكون بحمامة السلام أمام القرار البريطاني، وهذا هو المطلوب بريطانياً من رئيس الحكومة. ودعماً لرأينا هذا ما سنلاحظه من انسحابه من معارضته الجادة في ترشيح فيصل ملكاً على العراق، وذلك حينما علم أن الإرادة البريطانية سائرة باتجاه تنصيبهملكاً.

نام کتاب : شيعة العراق وبناء الوطن نویسنده : الدكتور محمد جواد مالك    جلد : 1  صفحه : 427
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست