هاج العراقيون
وعارضوه»([1050]).
وكان في طليعة المقاومين للفكرة، المعارضة الإسلامية وعلى رأسها العلماء المراجع
بل كان هاجس الخوف لدى البريطانيين من فتوى المرجع الأعلى للشيعة، تلك الفتوى التي
تحرّك الساحة العراقية ضدّهم كما حدث في ثورة العشرين حيث «صدرت عن الشيرازي [قائد
ثورة العشرين] فتوى في امتشاق الحسام بوجه السلطة، فأصبح الناس في حل عن الفتوى
الأولى التي تدعو إلى المطالبة بالحقوق الوطنية سلمياً»([1051]).
فلذلك انصبت
الجهود البريطانية لمعالجة العقبة الداخلية - بعد الاتفاق بين الدول الاستعمارية
على تقسيم المنطقة فيما بينهم بالتراضي - فبعث (كوكس) إلى العراق، باعتباره أفضل من يقوم بهذه المهمة في العراق وكانت
له تجاربه السياسية والإدارية - كما أسلفنا-، وبالفعل باشر في إعلان بيانه
الأول - المار الذكر - مؤكداً من خلاله على ضرورة التعاون لغرض تشكيل الحكومة
العراقية، ودعا مناطق الثورة إلى التفاوض([1052])،
ومن ثمّ أقدم - أيضاً - على اتخاذ إجراءات استرضائية معينة، كان يستهدف من ورائها
كسب الرأي العام، فمثلاً أصدر عفواً عن المعاقبين وخفّف الضرائب لا سيما عن مشايخ
الثورة([1053])،
كما وشهدت الأجهزة الإدارية توسعة ملموسة وإن كانت ملغومة بالبريطانيين، بل كان
قرارها الرئيس بيد البريطانيين، وقد شهدت أيضاً رواتب الموظفين نوعاً من النمو
والتطور