responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شيعة العراق وبناء الوطن نویسنده : الدكتور محمد جواد مالك    جلد : 1  صفحه : 41
الدولة العثمانية، وإجراء إصلاحات في البوسنة والهرسك، إلاّ أنها تضمر نوايا استعمارية، ظهرت على السطح فيما بعد. فمثلاً (بروتوكول) لندن([42]) الذي تمّ فيما بين الدول المتحالفة ضد الدولة العثمانية بتاريخ 31 مارس (آذار) 1877م، 17 ربيع الأول 1294هـ، وقد كانت هذه الدول المتحالفة تتقاسم الأدوار على ضوء مصالحها في المنطقة، وبالرغم من وجود حالة التنافس الاستعماري فيما بينها، إلاّ أنها تتفق في جامع مشترك واحد، ألا وهو القضاء على الدولة العثمانية واستغلال ثروات المسلمين، واستعمار بلدانهم وشعوبهم. وقد تم هذا الاجتماع بتجاوز الدولة العثمانية وكأنها غير معينة ببلادها!! فما دعيت للمشاركة في المذكرات والحوار، إنما أُبلغ الباب العالي بنتائج المؤتمر العلنية. وما كان من الباب العالي إلاّ أن يرد على لائحة لندن بما يتناسب مع عزة الإسلام والمسلمين، وقد أبلغ الرد إلى سفراء الدولة العثمانية في أوروبا، إلا أن المؤامرات والفتن كانت متسارعة كقطع الليل المظلم، تستهدف تمزيق وحدة المسلمين، فقد «كان سعي أوروبا الاستعمارية للإجهاز على هذه الدولة التي تحتفظ بذلك الرمز الذي أرق الغرب تاريخياً، ولا زال يؤرقه. وهو وحدة الشرق والغرب تحت أعلام الخلافة والإسلام، ولقد تظافر بروز هذين العاملين، الداخلي والخارجي، فزاد من ضعف العثمانيين حتى إذا الجدار الذي مثلوه أمام الغرب لعدة قرون مليئاً بالثغرات.. ولقد كانت الامتيازات الأجنبية التي منحها السلاطين العثمانيون (للدول الأوروبية)، واحدة من صور التسلّل الاستعماري إلى (مناطق المسلمين). و(بالنتيجة) تزايد النفوذ الاستعماري حتى أُجبرت الدولة العثمانية على التنازل عن العديد من ولاياتها، بعد أن تحول النفوذ الاستعماري فيها إلى احتلال سافر وغاشم، ففي فترة لم تتجاوز الأربعين عاماً، ومنذ اعتلاء السلطان عبد الحميد الثاني (1842-1918م)، [1258-1336هـ] زمام السلطة في سنة (1876-1909م)، [1293-1327هـ] وحتى اندلاع الحرب العالمية الأولى 1914م [1332هـ] أُجبرت الدولة العثمانية على أن تتنازل - رسمياً أو واقعياً - لروسيا القيصرية عن عدد من المقاطعات الغنية في آسيا الصغرى، ولبريطانيا عن قبرص ومصر - ومن قبل ذلك عن عدن-، ولفرنسا عن تونس والمغرب - ومن قبل ذلك الجزائر - ولإيطاليا عن ليبيا، وللنمسا عن البوسنة والهرسك..»([43]).

وتستمر أطماع الدول الأوروبية وكأنها الوحوش الكاسرة تترقب فرص الضعف، لتنهش جسد الأمة بمخالبها وأنيابها ما استطاعت إلى ذلك


[42] للمزيد من الاطلاع راجع: فريد، محمد: المرجع ذاته، ص414 وما بعدها، (ترجمة لائحة لندن وإعلان الحرب).

[43] عمارة، د. محمد: المرجع السابق، ص146-147.

نام کتاب : شيعة العراق وبناء الوطن نویسنده : الدكتور محمد جواد مالك    جلد : 1  صفحه : 41
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست