responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شيعة العراق وبناء الوطن نویسنده : الدكتور محمد جواد مالك    جلد : 1  صفحه : 391
لاقامة حكومة العدل الإلهي على الأرض، مستوعبةً التوجهات القومية والوطنية والمذهبية ضمن الإطار المشروع. إلاّ أن هذا الطموح الإسلامي تلكّأ تحقيقه في تلك المرحلة إثر الهزيمة العسكرية لثورة العشرين، فواصلت الدوائر البريطانية والحكومات المحلية السائرة على نهجها، مسيرتها نحو إتمام فصول المعركة المصيرية. مع أن السلاح الطائفي الذي استخدمته الدوائر البريطانية، قد تمّ كشفه وإفشاله من قبل الإسلاميين الواعين لدى الطرفين الشيعة والسُّنة، خصوصاً أيام ثورة العشرين الشاملة، وبالفعل لقد عاشت الساحة العراقية تجربة حية تجسّدت فيها الوحدة الإسلامية على المستوى السياسي والجهادي أيام الثورة، بالرغم من محاولات الإنكليز في إثارة الفتنة الطائفية لاضعاف الثورة، ومما يذكر أن الإنكليز «اصدروا البيانات ووزعوا النشرات في المناطق السُّنية من العراق تحاول صبغ الثورة بالصبغة الطائفية - الشيعية - لكي يقف أهل السُّنة على الحياد، إنْ لم يقفوا ضد الثورة إلى جانب المحتلين، لكنّ الوعي الإسلامي آنذاك أحبط المؤامرة وقضى على الفتنة في مهدها.. عندما أعلن علماء السنة وجماهيرهم عن تأييدهم للثورة وتجاوبهم معها»([978]).

أما السلاح القومي - العلماني الذي استخدمته الدوائر البريطانية - أيضاً - وعمقته بعد الثورة، كان يستهدف الإسلاميين وبالخصوص العلماء المجتهدين الساعين في تثبيت دعائم الوحدة الإسلامية بين كافة القوميات التي تدينبالإسلام.

وبالفعل «كان عالَم المجتهدين يتمّ تقويضه بشكلٍ متزايد، الحضارة التي أعطت المجتهدين مقداراً جيداً من السيطرة على الأمور الدينية والثقافية، كان يتم اخضاعها لدولة تتبع أسلوباً سياسياً وحضارياً مختلفاً تماماً، فيْصل نفسه رئيس الدولة المعيّن، كان رجلاً متسامحاً ودنيوياً.. بعض أركان حاشيته استقدم للحكم الجديد نظرة متشددة علمانية الواقع، حوّل القومية التي كانت تقريباً عنصرية في افتراضاتها حول من كان (عربياً) ومن لميكن.

كانت حضارة المجتهدين في المدن الشيعية المقدسة، والمؤلفة من الحضارتين الفارسية والعربية، عالَـماً صمّمَت الطبقة السياسية الجديدة

نام کتاب : شيعة العراق وبناء الوطن نویسنده : الدكتور محمد جواد مالك    جلد : 1  صفحه : 391
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست