السلطان قررت تصفيته، وبذلك:«تحققت
اليهودية المستترة بالدونمة والماسونية، والاتحاد والترقي، أن السلاطين والقياصرة
عثرة في طريق القفزة شطر فلسطين، حيث السلاطين يمثلون الخلافة الإسلامية»([36]).
يقول
الدكتور حسّان حلاّق:
«وكان ثمن مواقفه (السلطان عبد الحميد الثاني)
المعادية للصهيونية تحالف القوى الدولية والصهيونية والماسونية للقيام بثورة
1908م،1326هـ، وتدبيره مؤامرة لخلعه عن العرش عام 1909م،1327هـ»([37]).
وهكذا «لم
تكتفِ جمعية الاتحاد الترقي بإعلان المشروطية (الدستور) بل قررت خلع السلطان عبد
الحميد الثاني، ومهدت لذلك بنشر عدد من البيانات خلال عام 1908م،1326هـ تحرّض
الجنود العثمانيين على الثورة وخلع السلطان»([38]). وهكذا حينما أعلن الدستور سنة 1908م،1326هـ
تبينت الأهداف الحقيقة للاتحاديين، فبعد أن كان العرب ينظرون إلى الدولة العثمانية
باعتبارها دولة المسلمين كافة، أخذوا ينظرون إليها نظرة أحادية ضيقة، لأن
الاتحاديين أرادوها دولة للعنصر التركي فقط. فكانت «السياسة
التي أعلنتها الحكومة العثمانية بعد صدوره (الدستور) أثارت النفور بين العرب
والترك»([39]).
يقول
الدكتور محمد عمارة:
«وبعد أن استولى الاتحاديون على السلطة في الدولة
العثمانية، واتسمت سياسة المركزية والتتريك بالعنف والقسوة تكونت في مواجهة هذه
النزعة الطورانية أهم جمعيتين عربيتين (جمعية العربية الفتاة) التي تأسست بباريس
سنة 1911م، 1329هـ، ثم نقلت مركزها إلى بيروت سنة 1913م، 1331هـ ثم إلى دمشق في
العام التالي.. لقد غلب الطابع الإسلامي على عضوية هذه الجمعية التي سعت إلى
استقلال البلاد العربية، وتحريرها من الحكم التركي، وأية سيطرة أجنبية أخرى. أما
الجمعية الثانية فهي (جمعية العهد) التي كونها الضابط عزيز علي المصري أوائل سنة
1914م، 1332هـ، والتي كانت بالنسبة للضباط العرب في الجيش العثماني بمثابة العربية
الفتاة للمدنيين. وفي سنة 1915م،1333هـ، تمّ الاتصال بين (العربية الفتاة)
و(العهد) بدمشق، فتوحدت
[37] حلاق، د. حسان: دور
اليهود والقوى الدولية في خلع السلطان عبد الحميد الثاني عن العرش، 1908-1909م،
بيروت الدار الجامعية ص22. للتفاصيل راجع: السلطان عبد الحميد الثاني: مذكراتي
السياسية 1819-1908م، طبع بيروت ط2، 1399هـ،1979م، ص37، رسالة السلطان بخطه إلى
الشيخ محمود أبي الشامات حول أسباب خلعه عنالحكم.