responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شيعة العراق وبناء الوطن نویسنده : الدكتور محمد جواد مالك    جلد : 1  صفحه : 388
الإسلاميون - فيما بعد-. وبالفعل لقد «أصبح واضحاً أن الاستراتيجية البريطانية ستتغيّر بعد الثورة العراقية باستخدام ما يمكن أن نسميه الضد النوعي وتأسيس إدارة محلية يقودها (محمدي) كما يسمونه تقف في مواجهة الضدّ النوعي. وبهذا تتخلّص السياسة البريطانية من مشكلة الاصطدام المباشر مع الوطنيين العراقيين»([969]).

هذه النتيجة تعبر عن وجهة نظر موضوعية - كما تبدو لنا-. أما «بالنسبة للبريطانيين فانهم نظروا إليها على أنها كانت خروجاً على السلطة والقانون، وأنها كلفتهم 426 قتيلاً من البريطانيين، و1228 جريحاً، و615 مفقوداً وأسيراً. هذا إلى جانب النفقات المالية التي لم تقل عن 40 مليونا من الإسترليني، وهذا المبلغ سحب من الخزانة البريطانية.. أما بالنسبة للموظفين البريطانيين، وبالنسبة إلى الموظفين الذين عملوا في الإدارة المدنية، فقد كانت الثورة فاجعة قضت على كثير مما كانوا قد أنجزوا من أعمال في العراق»([970]).

أما بالنسبة للعراقيين، لا سيما القبائل الشيعية، فإنها كانت ثورة وطنية مقدسة لديهم، خاضوا غمارها بشجاعة وإخلاص ضد المحتل الأجنبي هدفها نيل كرامة الاستقلال، وقد استمدت شرعيتها من القيادات الإسلامية العليا. وبالنسبة للإسلاميين فقد كانت تجربة مهمة، مليئة بدروس الصبر والتضحية والالتزام المبدئي والوطني، حيث أوصلت العراق إلى الاستقلال والسيادة الوطنية، وبالفعل ظهرت الثمرة السياسية للثورة عند حصول العراق على استقلاله في 1932 رسمياً، هذا الاستقلال - الذي أعقب تغيير السياسة البريطانية في العراق - يُعدُّ من نتائج هذه الثورة. كما أنه «يعدّ التغيير النسبي الذي طرأ على سياسة بريطانيا تجاه العراق من أهم نتائج الثورة العراقية»([971]).

صحيح أن ثورة العشرين بعد آنتهائها مباشرةً «لم تغيّر شيئاً من روح السياسة البريطانية العتيدة في العراق. غير أنها أثّرت في أسلوب التنفيذ، فإنها جعلت العراقيين يدركون مبلغ القوة في العمل الموحّد المركّز، الذي لم تستطع حتى الحكومة البريطانية، وما في متناولها من قوة لا تقهر، أن تقف

نام کتاب : شيعة العراق وبناء الوطن نویسنده : الدكتور محمد جواد مالك    جلد : 1  صفحه : 388
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست