responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شيعة العراق وبناء الوطن نویسنده : الدكتور محمد جواد مالك    جلد : 1  صفحه : 387
العشرين تعتبر قمة المواجهة ما بين العراقيين وقوى الاستعمار سبقتها مرحلة حركية تمهيدية، وتلتها مرحلة سياسية هامة، حاول فيها البريطانيون احتواء التحرك الإسلامي عبر مشاريع مبطنة للاستعمار غير المباشر، ودخل الإسلاميون في المرحلة السياسية، بعد مرحلة شديدة من المعاناة في أيام الثورة. لذلك يذهب المحلّلون إلى أن الإسلام هو العامل الرئيس لتلك الثورة العارمة، يقول الدكتور الوردي: «كان العامل الديني من أهم العوامل - إن لم يكن أهمها - في نشر الوعي الثوري بين العراقيين. وقد بدأ هذا العامل عمله منذ حركة الجهاد أثناء الحرب»([967]).

ويمكن القول في أبرز نتائجها، إنها أجبرت السياسة البريطانية على تغيير نهجها الاستعماري المباشر في إدارة العراق، لتتحول من كبريائها الاستبدادي إلى اتجاه السعي لتأليف حكومة عراقية على ضوء مطالبالشعب.

وبالفعل لقد أجهزت الثورة على مشروع (ولسن) البريطاني المتمثل بعدم الاعتراف بدولة عراقية، وكانت بريطانيا قد حصرت خيارها باتجاه تهنيد العراق أو جعله مهجراً لليهود في ظل البريطانيين، أو باتجاه مشروع تقسيم العراق بفصل البصرة وإلحاقها بالهند، وتقديم الموصل إلى فرنسا. فثورة العشرين منحت العراقيين فرصة ذهبية من الحرية في إقامة حكومة خاصة بهم، تفرض سيطرتها على كل أرض العراق. يقول ناجي شوكت في مذكراته: «لولا هذه الثورة العراقية الكبرى لما استطاع العراق أن يحصل حتى على شبه استقلال، ولا كان من الممكن أن يدخل عضواً في عصبة الأمم إلى جانب الدول العظمى التي كانت تتمتع بهذه العضوية. فالعراق الذي أصبح أول دولة عربية مستقلة واحتل مقامه بين دول العالم في الوقت الذي لم يكن هناك أي بلدٍ عربي يحلم بالاستقلال. إنما هو مدين لثورته الكبرى هذه»([968]).

ومع ان الاستعمار البريطاني ما تخلى عن العراق كليّاً، إلاّ أن سياسته الإدارية غيّرتها الثورة. وستحاول الإدارة البريطانية عبر عملائها السياسيين أن تحصل على ما لم تحصل عليه قبل الثورة، ما استطاعت إلى ذلك سبيلاً. وهذا ما نعنيه من مرحلة الصراع الثقافي والسياسي الذي سيخوضها

نام کتاب : شيعة العراق وبناء الوطن نویسنده : الدكتور محمد جواد مالك    جلد : 1  صفحه : 387
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست