responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شيعة العراق وبناء الوطن نویسنده : الدكتور محمد جواد مالك    جلد : 1  صفحه : 376
المحتل عبر الإعلام ويصرّح علناً وبلا آستحياء، فيحارب أسس الديمقراطية التي بشّر بها، ويقلب الموازين رأساً على عقب، فالذين كانوا من الاحرار والوطنيين، وقد آنتخبتهم الأمة لإدارة البلاد يُلقى القبض عليهم من قبل اخوانهم العراقيين! ويسلّمون إلى سلطة الاحتلال باعتبارهم (رؤساء الفتنة):

(إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ)

يقول الباحث والمستشرق الفرنسي الدكتور بيير في هذا الصدد: «توجه الجيش البريطاني الذي كان يقوده الجنرال (هالدان) إلى كربلاء، وفي 12 تشرين الأول/ أكتوبر سقطت طويريج التي تبعد 24 كم عن كربلاء، وكان يحميها آل فتلة وبني حِسن مما أثار حركة استسلام مهمة في كربلاء نفسها قادها الشيخ فخري كمونه، ولإنقاذ المدينة توجه في 17 تشرين الأول/ أكتوبر وفد من كربلاء إلى طويريج إلاّ أن المسؤولين البريطانيين الذين يحكمون المدينة المحتلة أرسلوا الوفد إلى بغداد. (السير بيرسي كوكس) طلب من الوفد تنفيذ خمسة شروط غير استسلام المدينة المقدسة.. نفّذ الشيخ فخري كمونه الشروط البريطانية»([935]). وذلك بالتعاون مع أمثاله، والمقتنعين بضرورة الاستسلام، وكذلك بالضغط على الناس لغرض تنفيذ تلك الشروط القاسية، وبالتالي لتعزيز موقعه لدى سلطة الاحتلال باعتباره الحاكم الذي يمكن الاعتماد عليه في إدارة شؤون البلدة. وهنا لابد أن نشير إلى أن الشيخ فخري في عمله هذا لا يمكن استبعاد مصالحه ودوافعه الشخصية من مجمل تصرفاته، وكذلك رجال إدارته من حوله، وللإنصاف نضيف إلى ذلك أن مصالحه الذاتية لا نستبعد كونها ممزوجة مع حبّه لمدينته وأهلها أيضاً وسعيه لصد أو تخفيف الهجمة الانتقامية المرتقبة من قبل جيش الاحتلال البريطاني على عاصمة الثورةكربلاء.

وهكذا «تمكّن الاهلون من تسليم أكثر كمية ممكنة من عدد البنادق والخراطيش، تقاسمها أهل كربلاء والقبائل التابعة لهم وفق مقاييس عيّنها لهم ممثل الحكومة الشيخ فخري كمونه.. وقد سلم عشرة من هؤلاء الأشخاص إلى السلطة في الوقت المعين، أما الثلاثة الأول (أي السيد

نام کتاب : شيعة العراق وبناء الوطن نویسنده : الدكتور محمد جواد مالك    جلد : 1  صفحه : 376
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست