نعود إلى
الوفد الكربلائي وأجواء لقائه بالمندوب السامي وشروط المصالحة القاسية. يقول فريق
المزهر الفرعون: «أما أهل كربلاء، فبعد أن احتلت الجيوش البريطانية طويريج وانسحب
الثوار إلى أبي صخير، اقترح الشيخ حسين زين العابدين أن يذهب وفد يمثل كربلاء مؤلف
من السيد أحمد الوهاب والسيد عبد الوهاب [آل طعمة] والسيد إبراهيم الشهرستاني وعبد
المحسن آل سعود رئيس البو مسعود والشيخ بحر آل شبيب رئيس أل يسار والشيخ محمد حسن
أبو المحاسن وعبد المجيد الحميري والشيخ محمد حسن روضة خون [آل طعمة] ومحمد
الشهيّب وعزيز الزنكي لمفاوضة السلطة البريطانية من أجل الصلح، وفعلاً سافر الوفد
الذي تألف من الأشخاص المار ذكرهم إلى طويريج، وقابلوا الحاكم السياسي (الميجر
بولي) فقابلهم بشراسة وغلظة وبلغة العنف والشدة، ثم أوقفهم وبعث بهم موقوفين إلى
بغداد، وبعد أن تواجهوا في بغداد مع المندوب السامي اتفق الطرفان على شروط الصلح
الآتية ووقّع عليها ممثلوالطرفين:
أولاً:
تسليم سبعة عشر شخصاً للحكومة البريطانية في مدة لا تتجاوز الأربع والعشرين ساعة
لمحاكمتهم حيث أن هناك أسباباً تدل على الاعتقاد بأنهم مجرمون وهم السيد محسن أبو
طبيخ ومرزوك العواد وعمران الحاج سعدون وسماوي الجلوب والسيد هبة الدين الشهرستاني
والسيد أبو القاسم الكاشاني والسيد محمد الكشميري والسيد حسين القزويني وميرزا
أحمد الخراساني والشيخ محمد الخالصي وعبد الجليل العواد وعبد الرحمن العواد وطليفح
الحسون ورشيد آل مسرهد والسيد حسين الدده والسيد عبد الوهاب [آل طعمة] والشيخ محمد
حسن أبوالمحاسن.
ثانياً:
على أهل كربلاء أن يسلّموا في مدة ثلاثة أيام أربعة آلاف بندقية ومائة رصاصة مع كل
بندقية منها، ويجب أن يكون نصف عدد البنادق من الطراز الحديث، والنصف الآخر صالحاً
للاستعمال، وإذا لم تقدم البلدة هذه البنادق فعليها أن تؤدي غرامة قدرها عشرون
ليرة عثمانية عن كل بندقية جديدة وعشرة ليرات عن كل بندقية صالحة للاستعمال،
وروبية هندية واحدة عن كل رصاصة لاتُسّلم.
ثالثاً:
إرجاع جميع الأموال العائدة للحكومة ودفع تعويض عن الخسارة التي لحقتها، وسيقدر
مقدار التعويض عن الخسارة وسيبلغونه في