responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شيعة العراق وبناء الوطن نویسنده : الدكتور محمد جواد مالك    جلد : 1  صفحه : 373
المسألة المستجدة، باعتبارها مسألة مصيرية عامة لغرض معالجتها إلى جانب الحكومة الوطنية، وذلك عبر خطوات ميدانية عاجلة - قبل فوات الأوان - لضمان سلامة أرواح الناس لا سيما سلامة الزائرين للإمام الحسين عليه السلام في شهر صفر - زيارة الأربعين القريبة - وكذلك لضمان حفظ البلدة من الدمار المتوقع إثر الهجوم العسكري. ففي ذلك الظرف الاستثنائي الدقيق، الذي بات فيه الهجوم العسكري على كربلاء أمراً مؤكداً وهذا يعني استباحة مقدسات هذه المدينة المقدسة من قبل الجيش الأجنبي الغازي، ويعني أيضاً صب جام الغضب الإنكليزي على أهل المدينة وثوارها بالخصوص، واعاثة الفساد والخراب فيها، انتقاماً للتطورات الثورية والإدارية الحاصلة فيها - هنا - كان لابد من استيعاب الحالة السلبيّة المتوقعة بأقل الأضرار الممكنة، وبالفعل حدث أمران مهمّان في كربلاء بتلك المرحلةالحسّاسة.

الأمر الأول: وهو ذو اتجاهين، بالاتجاه الأول: قررّ وجهاء ورؤساء البلدة تشكيل وفد منهم لمقابلة القائد البريطاني في الهندية (ساندرند) وبالفعل تمّ ذلك في 6 صفر 1339هـ المصادف 19 تشرين الأول 1920م، بالمقابل أشار المسؤول البريطاني على الوفد بالذهاب إلى بغداد لمقابلة المندوب السامي (كوكس)، وبالفعل تمّ اللقاء في بغداد بعرض شروط خاصة من قبل سلطات الاحتلال وعلى كربلاء تنفيذها سنذكرها لاحقاً.

وبالاتجاه الثاني: تمّت مغادرة السيد المحافظ وبقية المسؤولين في الحكومة الوطنية مدينة كربلاء إلى الخارج، وكان هذا القرار - في تقديرنا - صائباً لأن المواجهة العسكرية بالأساس بين الطرفين غيرمتكافئة.

والأمر الثاني: بروز رجل المرحلة - الشيخ فخري كمّونه - في واجهة الأحداث السياسية في كربلاء، في محاولة منه لملئ الفراغ الإداري الذي خلّفته الحكومة الوطنية المغادرة، كي يضبط الأمور الداخلية وسير الحياة الاعتيادية في المدينة - ولو بنسبة معينة - وفي الوقت ذاته يحاول فتح صفحة جديدة مع المعتدين الإنكليز، ويمنح الوضع الراهن فرصة أوسع للمناورة، بعد عرض سلسلة من التطمينات والتنازلات للغزاة، ممّا يخفف - بالنتيجة - من حدة الهجوم العدواني على المدينة ويزيد -أيضاً - من احتمال القدرة على التنسيق والتفاهم والترابط بين الإنكليز والوجه الإداري الجديد. والحقيقة أن الإنكليز يعرفون الشيخ فخري وأخاه الأكبر الشيخ محمد علي،

نام کتاب : شيعة العراق وبناء الوطن نویسنده : الدكتور محمد جواد مالك    جلد : 1  صفحه : 373
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست