من بينهم رجال الحركة الوطنية في بغداد الذين
التجؤوا إلى كربلاء كيوسف السويدي ومحمد الصدر وجعفر أبو التمن، وعلي البازركان،
ومحمود رامز وجميل قبطان، وعارف حكمت وطه البدري، كما حضر ضاري الظاهر وهو شيخ
زوبع، والميرزا أحمد الخراساني الذي كان مرسلاً من الشيخ فتح الله الاصفهاني
ليمثله في الاحتفال»([922]).
هذا وقد رفع السيد محمد حسن آل طعمه([923])
العَلَم العراقي على سطح البناية وهو أول علم عربي يرفرف في سماء العراق من على
بناية الحكومة. وبهذا العمل جسّد أهالي كربلاء الروح الوطنية والإسلامية في حركتهم
الاستقلالية، وفي هذه المبادرة دلالة واضحة على تطور الوعي الديني والاستقلالي،
الوطني والقومي نحو التكامل النوعي لدى الثوار الكربلائيين بالخصوص والعراقيين
بشكلٍعام.
يقول ارنولد ولسن - وكيل الحاكم الملكي العام - في كتابه
(الثورة العراقية): «إن الصعوبات التي جوبهت في النجف كانت عظيمة فقد كانت تساويها
إذا لم تتفوق عليها الصعوبات التي كان علينا أن نكافحها للتغلب عليها في كربلاء..
إن الوطنيين في كربلاء كانوا أقوى منهم في النجف..»([924]).
والجدير بالذكر أن الأستاذ علي البازركَان - وهو أحد
قادة الحركة الوطنية في بغداد - ألقى خطبة مؤثرة في هذا الاحتفال الحاشد، بمناسبة
رفع العلم العراقي رمز الانتصار والاستقلال والوحدة، ومما جاء فيها قوله: «ما أسعد
حظّي، وما أجمل طالعي بهذه الساعة المقدسة، وأنا واقف بين أخواني الأحرار الأعزاء،
أبناء الأمة العربية العراقية التي بذلت ما في وسعها من النفوس والنفائس لرفعك
أيها العلم الحر، رفرف فوق رؤسنا حيّاك ربي بتحياته الحسنى، لقد بشرتنا بزوال
ساعات الذل وكسر حلقات سلاسل الاستعباد، إن كل خفقة منك أيها اللواء المبارك تقول
لنا (لقد ظهر الحق وزهق الباطل)، أخفِقْ على قطرنا المحبوب الذي كان يئن من ثقل
وطأة المصائب كي يبتسم الجو الذي خنقتْه العبرات على ما شاهده من أنواع الظلم
وأشكال الاعتساف بين هذه الأمة، أُنشر صفحاتك أيها العلم،