وتصفها بالفوضى
والاضطرابات والنهب والسلب والتمرد على القانون والحياة المدنية وحقوق الإنسان([906]).
بينما أثبتت الأحداث بأن المناطق الثائرة قد أدت مسؤولياتها، التحررية ضد المعتدين
المستعمرين ضمن رعاية الأمن والاحترام لعموم السكان، حتى الاقليات الدينية التي
توجهت بالشكر للإمام القائد على بياناته الجليلة بخصوصهم([907]).
هذا ما حصل
في أيام الثورة إبان الغليان الثوري للأمة، وأما في بداية الاستقرار والدخول في
مرحلة تشكيل أوليات الحكومة الوطنية الإسلامية فكان الأمر أكثر وضوحاً. وبالفعل
ساد الأمن والنظام في كربلاء بعد الثورة العارمة وهروب بقايا سلطة الاحتلال منها([908])،
فتشكلت لجان إدارية بإشراف المرجع القائد، كانت بمثابة النواة للحكومة المرتقبة،
تعنى بشؤون البلدة وضواحيها وارتباطاتها بالمدن الأخرى، وتم اختيار مجالس إدارية
برعاية المرجعية الدينية مباشرة. ولابّد أن نشير إلى الاجتماع المهم الذي عقد في
دار البلدية من قبل وجوه وأعيان وشخصيات كربلاء لتداول الأمور، وقد تمّ إستدعاء
محمد بهادر خان [البوشهري] مـمثل الحكومة البريطانية فيها، وطالبوه بتسليم
الممتلكات الحكومية في كربلاء إلى الإدارة المحلية المنتخبة، مما دفع به إلى
استخدام أسلوب المناورة فطلب مهلة يومين فقط ليستجمع أفكاره واتصالاته بأسياده،
وتمت الاستجابة المبدئية لطلبه - أنظر إلى المعالجة السلمية من قبل أحرار كربلاء
الإسلاميين لحلّ الأزمة مع المحتلين، وإنهم في موقع القوة والانتصار ولكنهم في
الوقت