responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شيعة العراق وبناء الوطن نویسنده : الدكتور محمد جواد مالك    جلد : 1  صفحه : 360
وأعوانهم، نعم لقد مات مسموماً في ظرف محرج جداً للثورة والثوار([905])، وعليه فقد تخلصت السلطة المحتلة من العقبة الرئيسية في طريق المشروع البريطاني، وبذلك تمّ إجهاض المشروع وهو في طور الاستكمال والبناء. وإنما جرت التصفية الجسدّية لهذا القائد بعدما يئست سلطة الاحتلال البريطاني من احتوائه واستيعاب طموحه. وكانت الضربة الأولى للمرجع القائد هو اعتقال أحرار كربلاء وعلى رأسهم نجله الأكبر الشيخ محمد رضا ومن ثم نفيَهم إلى جزيرة هنجام، في محاولة صريحة لإخماد لهيب الثورة، حيث بات مؤكداً لدى الدوائر البريطانية أن إشعال الثورة وتحديد مصيرها ونتائجها بيد المرجع المتصدي مفجر الثورة، فجاءت المحاولة الثانية في تصفيته بالذات للتخلصمنه.

وأما العامل الثاني: فيتخلص في استيعاب طموح الثائرين في العراق وذلك بتقديم البديل الممكن، عبر تشكيل حكومة وطنية مستقلة (ظاهراً) يحكمها أمير عربي مسلم مقيّد بدستور.. وإلى آخر هذه الشعارات البرّاقة. وهكذا عاد الإنكليز إلى العراق من النافذة ليلاً بعد أن طرُدوا من الأبواب نهاراً بثورةعارمة.

وهذا لا يعني أن المسيرة الجهادية بعد وفاة الإمام الشيرازي قد توقفت وإنما استمرت من بعده إلى مسافة معينة، كما سنلاحظ ذلك عبر تطورالأحداث.

وبالعودة إلى صميم الحديث نقول: كان من المهم أن نلمس تكاملية المشروع التغييري من الثورة إلى إقامة دولة القانون التي تحترم حقوق الإنسان على ضوء الشريعة الإسلامية لدى القائد المرجع وبقية المعنيين في إدارة شؤون البلاد من حول القائد. وذلك لتتكامل صورة المخطط المرسوم من قبل القيادة، أمام الرأي العام خصوصاً لأبناء الشهداء والسائرين على نهج الثورة، باعتبار أن ذلك التخطيط يسعى إلى تحقيق طموحهم بإقامة الدولة العادلة. هذا من جانب ومن جانب آخر للوقوف في وجه إشاعات الإنكليز وأعداء الإسلام، التي ترمي الثورة -آنذاك - باتهامات باطلة

نام کتاب : شيعة العراق وبناء الوطن نویسنده : الدكتور محمد جواد مالك    جلد : 1  صفحه : 360
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست