مباشر..»([799]).
ومما يذكر حول نشاطات نجل الإمام الحائري، بالإضافة إلى ما أسلفنا من نشاطه في
توثيق العلائق بين أبيه والقادة السياسيين. فقد كان نشيطاً جداً في فعالياته
وتحركاته بين القبائل والمدن لغرض توحيد صفوفها وتنظيم جهودها، للوقوف وقفة رجل
واحد ضد سلطات الاحتلال. وكان يعدّ هو وجهازه الحركي منبع الحركات المناوئة في
الفرات الأوسط، ورد ذلك في تقييم السلطات - أيضاً-([800]).
أما في
إطار العمل السياسي والإعلامي، فقد تكثفت النشاطات السياسية والإعلامية من قبل
القيادات الدينية والسياسية، وعلى رأسها نشاطات الإمام الحائري في هذا الاتجاه.
فقد مارس ضغوطاً دولية على بريطانيا، فقدم رسالة إلى الوزير المفوض الأمريكي
بطهران - سراً - يوضح فيها تعسف سلطات الاحتلال البريطاني في العراق، وذلك في 13
شباط 1919م،12 جمادى الأولى 1337هـ مستعيناً في حجته بحق تقرير المصير الذي أعلنه
الرئيس الأمريكي (ويلسون). وكانت الرسالة واضحة المطالب، وقد ختمها بتوقيعه وتوقيع
الشيخ فتح الله الأصفهاني - الذي يليه في المرتبةالقيادية.
ومما
وردفيها:
«..وبما أنكم كنتم صاحب المبدأ فـي هذا المشروع، مشروع
السعادة والسلام العام، فلابد أن تكونوا الملجأ فـي رفع الموانع عنه، وحيث وجد
مانع قوي يمنع من إظهار رغائب كثير من العراقيين على حقيقتها بالرغم مما أظهرته
الدولة البريطانية من رغبتها فـي إبداء آرائهم، فرغبة العراقيين جميعهم والرأي
السائد، بما أنهم أمة مسلمة أن تكون حرية قانونية واختيار دولة جديدة عربية مستقلة
إسلامية، وملك مسلم مقيد بمجلس وطني. وأما الكلام فـي أمر الحماية فإنّ رفضها أو
الموافقة عليها يعود إلى رأي المجلس الوطني بعد الانتهاء من مؤتمر الصلح..»([801]).
هذا وقد نشطت الحركة السياسية داخل الأوساط العراقية،
فنظمت مضابط توكيل في معظم مناطق العراق بعثت إلى الحكومة الشريفية في