سرية
هي (الجمعية الإسلامية) كان يدعمها شيخ الشريعة الاصفهاني. وأيضاً أُسس الحزب
النجفي السري في تموز 1918م، 1336هـ ضم عدداً من علماء الدين في النجف، من أبرزهم:
الشيخ عبد الكريم الجزائري، والشيخ محمد جواد الجزائري، والشيخ جواد الجواهري،
السيد محمد سعيد كمال الدين، الشيخ حسين العلي، الشيخ عبد الحسين مطر، والشيخ محمد
علي القسام، بالإضافة إلى بعض رؤساء العشائر ورموز المجتمع، أمثال: السيد علوان
الياسري، السيد كاظم العوادي، محسن شلاش، هادي زوين، والشيخ شعلان أبو الجون([797]).
ولهذه التطورات والمواقف العملية للشيخ المرجع على
المستوى الحركي والتنظيمي، أصبح بمنزلة القطب من رحى الحركة العراقية، وبالفعل
التفّ السياسيون الوطنيون حول شخصيته بآعتباره القائد المنقذ للعباد والبلاد، وذلك
لما عرفوه من تمتعه برؤية سياسية ناضجة، وحسٍ وطني إسلامي مستقل، وقرارات ثورية
حاسمة، «وقد لعب الميرزا محمد رضا، نجل الإمام الشيرازي، دوراً رئيسياً في العمل
للحركة الوطنية، وفي توثيق الصلة بين أبيه الإمام الشيرازي وبين قادة الحركة
السياسيين»([798]).
وظهرت آثار
هذه الإدارة بشكلٍ جلي في أيام الثورة وما بعدها، حيث تشكَّل مجلس لقيادة الثورة
في كربلاء بزعامة الإمام الحائري ضم عدداً كبيراً من علماء الدين، بالإضافة إلى
رؤساء العشائر وزعماء المجتمع، لغرض الإعداد للثورة المسلحة وتوجيهها ميدانياً.
وبالفعل لقد «أظهرت الشهور الأربعة التي سبقت قيام الثورة، الدور القيادي الحاسم
للعلماء في الدعوة والتحضير لها. أما بعد قيام الثورة فقد تمثل هذا الدور في
الإشراف العام، الديني والسياسي، على الشؤون العسكرية والسياسية والإدارية، عبر
قيادة وتوجيه الهيئات والمؤسسات التي أُنشأت إبان الثورة، بشكلٍ