القائد. ويمكننا
أن نقول: إن هذه المسيرة امتلكت مقومات النجاح، لوجود القائد الواحد، يعني توافر
وحدة القيادة، ووحدة صفوف المعارضة، ووحدة الأهداف العامة. بالإضافة إلى العمق
الشعبي الكبير لشخصية الإمام حيث أصبح الرمز القيادي لجميع المسلمين بكل طوائفهم،
بل لكل العراقيين بكل أطيافهم الحركية والثقافية والسياسية.
ولقد كانت
خطوات الإعداد تتركز حول تنظيم إدارة الوضع الحركي والسياسي للمعارضة العامة،
ومباشرة الأعمال السياسية والإعلامية، وكذلك التحرك نحو التعبئة العامة للأمة،
لغرض المواجهة السلميّة، فإنْ حصلت بواسطتها الأهداف المرجوة فبها، وإلاّ فإلى
المواجهة المسلحة ضد قوات الاحتلال. ضمن هذه الخطوط العريضة تحركت مسيرة التحرير،
بتوجيهات القيادة الميدانية، وعلى رأسها الإمام الشيخ الحائري الشيرازي.
ففي المجال الإداري، آنصبت الجهود نحو لملمة القيادات
الدينية الثانوية إلى جانب زعماء العشائر، ووجهاء المدن، خصوصاً في مناطق التوتر
السياسي - الفرات الأوسط -، وربطها بالإمام القائد. وفي هذا الصدد تم تأسيس
(الجمعية الإسلامية) في كربلاء وهي جمعية سرية تعنى بشؤون التحرك والثورة وذلك في
تشرين الثاني 1918م، محرم 1337هـ([794])
برئاسة نجل الإمام الشيخ محمد رضا، وكان في عضويتها: السيد هبة الدين الشهرستاني،
والسيد حسين القزويني، والسيد عبد الوهاب آل طعمة، وعبد الكريم العواد، وعمر
العلوان، وعثمان العلوان، والشيخ محمد حسن أبو المحاسن، وطليفح الحسون، وعبد
المهدي القنبر، ومحمد علي أبو الحب([795]).
وكان هدفها توحيد الكلمة في مواجهة الاحتلال البريطاني، والسعي للحصول على استقلال
العراق بزعامة ملك مسلم([796]).
كما - أشرنا إلى ذلك سابقاً - كما وأسس الإمام الشيرازي جمعية أخرى هي (الجمعية
الوطنية الإسلامية) ضمت: عبد الحسين المندلاوي، ومهدي المولوي، ويحيى الزرندي
وغيرهم. وقد أسس السيد أبو القاسم الكاشاني في الكاظمية جمعية