ضمن توجّهاتهم الخاصة عملوا على
توثيق علاقاتهم مع بعض رؤساء العشائر، فاستمالوهم إلى جانبهم في فترة الاحتلال
والثورة فمثلاً «كانت عشيرة البدير برئاسة الشيخ شعلان الشهد تساعد الإنكليز»([764])
وتؤكد (المس بيل) في روايتها عن أحداث الثورة، بأن «شيوخ عفج وآل بدير قرنوا
الأقوال بالأفعال. فقد وقفوا بجانب معاون الحاكم السياسي [الكابتن ويب، الذي عين
في 1/4/1919م، 1رجـب 1337هـ]، إلــى حيــن انســحـاب الـقـوات البــريطانيـة مـن الـديـوانيـة،
[وتضيف]: حتى أن أبرز شيوخ آل بدير [وهو الشيخ صكبان] رافق الرتل الإنكليزي إلى
الحلة»([765]).
يقول
الدكتور فياض:
«ومن
القبائل التي اشتهرت لا بتأييدها للإنكليز فحسب، بل كانت تقاتل الثائرين ضدهم، هي
قبيلة عنزة، ورئيسها فهد بن هذال.. وكانت قبيلة البو عيسى برئاسة الشيخ علي الحسين
الكريّم من أكثر القبائل تأييداً للإنكليز في منطقة سامراء.. أما تأييد قبائل
الدليم للحكومة الإنكليزية فهو مشهور»([766]).
وحينما
تتحدث المس بيل عن واقعة مقتل (الكولونيل ليجمن)([767])،
في 12/ آب/1920، تصبّ غضبها على الثائرين، وعندها تكشف أمراً مهماً في هذا الصدد
فنقول: «لكن عشائر الدليم برئاسة الشيخ علي السليمان وعنزة برئاسة فهد بك وابن
محروث، الذين تمكّن (الكولونيل ليجمن) بواسطتهم من السيطرة على منطقة الفرات من
الفلوجة إلى عانه، ظلّوا موالين للحكومة التي كان يمثلها هو»([768]).
ومع كل
ذلك، فإنهم كانوا يسيرون ضد التيار العام - في الوسط