العراقي عموماً
والعشائري خصوصاً - الذي أوجدته الحالة الإسلامية بقيادة العلماء المجاهدين، لذلك
رفعت العشائر - بشكل عام - مضابط موقعه من قبل رؤسائهم تنادي بالاستقلال وإطاعة
العلماء المجتهدين. وذلك في صيف 1920م، شوال 1338هـ، بعد انعقاد أكثر من مؤتمر
واجتماع للعشائر([769])
وكان للعلماء الدور الأبرز في تلك الاجتماعات، يقول (الجنرال هالدن): «شهدت أشهر
صيف سنة 1920م نوعاً من اليقظة في الشعور الوطني الذي كان راقداً فيما سبق، في
نفوس أبناء القبائل العراقية. وقد وجدت الدعاوة الدينية، ودعاوة شرفاء مكة آذاناً
صاغية في تلك القبائل، فأسفرت جهود الدعاة عن قيام عدد ضخم من الثوار المسلحين ضد
قواتنا»([770]).
ومن هنا
يستنتج الدكتور فياض - في دراسته - هذه الحقيقة، فيقول([771]):
«يلوح لي، أن العامل الديني هو الأول في إثارة القبائل ضد الإنكليز، وقد ظهر أثر
هذا العامل واضحاً في الشعر الشعبي الذي كان يترنم به أفراد القبائل أثناء القتال
مع الإنكليز، فقال أحدهم وهو يعاتب الشيخ خيّون العبيد، رئيس العبودة في قضاء
الشطرة، لتقاعسه عن قتال الإنكليز، بالرغم من أن الواجب الديني، وهو الجهاد، يفرض
عليهقتالهم: