دلالات
استعمارية هدفها تجزأة الأمة وتفكيك قوة وحدتها الإسلامية وبالتالي إبطال مفعول
الجهاد ضد المستعمرين. وهكذا وباللغة ذاتها أكد الفريق الأول (السير وليم مارشال)
قائد جيش الاحتلال في العراق بيان سلفه (مود)، بأن عليه إتمام البناء الذي وضع حجر
أساسه (مود).
وقد تأكد بيان تحرير الشعوب ومنها شعب العراق، في رسالة
القائد العام التي جاءت رداً على زيارة وفد علماء النجف للحاكم السياسي في 3 تشرين
الثاني 1918م - 29 محرم 1337هـ، مهنئاً انتصار الحلفاء في سوريا والبلقان!([713]).
كما كان
للتصريح البريطاني - الفرنسي الذي صدر في 7 تشرين الثاني 1918م - 3 صفر 1337هـ، أي
بعد انتهاء الحرب بفترة قصيرة، أثر واضح في تكريس العهود السابقة. ومما جاء فيه
«ان الغاية التي ترمي إليها كل من فرنسا وبريطانيا العظمى في خوض غمار الحرب في
الشرق.. هي تحرير الشعوب التي طالما رزحت تحت أعباء استعباد الأتراك تحريراً
نهائياً، وتأسيس حكومات وإدارات وطنية تستمد سلطتها من رغبة السكان الأصلييّن»([714]).
تقول المس بيل - في هذا الصدد-:
«كان نشر التصريح الإنكليزي - الفرنسي، في العراق ضرورة يؤسف لها، مهما كانت
أهميته السياسية في الجهات الأخرى من العالم. فمع أن هذا التصريح جاء مكرراً
للنوايا التي كانت قد أذيعت على العراقيين عند احتلال بغداد،قد صدر في وقت كانت
فيه مصائر الحرب محفوفةً بالشك والريبة، وبذا كان يعتبر ضرورة عسكرية،بينما نشر
التصريح الإنكليزي - الفرنسي بعد انتصار الحلفاء قوبل والحالة هذه بالتصديق»([715]).
وضمن هذا التوجه يظهر بأن
البريطانيين لم يكونوا جادّين في منح العراق استقلاله، في حين أنهم أسرفوا في قطع
العهود والمواثيق