responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شيعة العراق وبناء الوطن نویسنده : الدكتور محمد جواد مالك    جلد : 1  صفحه : 300
لعلماء الإسلام، كنتيجة طبيعية لمجمل التطورات. فالعهود البريطانية للشعب العراقي تحولت إلى سراب خادع، بل ذهبت أدراج الرياح، من وعود (الجنرال مود) قائد جيش الاحتلال في العراق، التي اعلنها صباح اليوم الحادي عشر من آذار عام 1917- 18 جمادى الأولى 1335هـ عندما تم احتلال بغداد، حيث جاء في بيانه «..ان جيوشنا لم تدخل مدنكم وأراضيكم بصفتهم قاهرين، أو أعداء بل بصفتهم محررين.. لقد كانت أراضيكم خصبة، وكان العالم يتغذى بألبان آداب أجدادكم وعلومهم وصناعاتهم، وقت كانت بغداد إحدى غرائب الدنيا.. فقد تبادل تجار بغداد وتجار بريطانيا من فترة مائة سنة، المنفعة والصداقة، أما الألمان والأتراك الذين نهبوكم - انتم وذويكم - فقد اتخذوا بغداد مدة عشرين سنة مركزاً يهجمون منه على ثغور البريطانيين وحلفائهم في إيران والبلاد العربية، [إلى أن يقول].. لقد طرد العرب في الحجاز الترك والألمان الذين بغوا عليهم، ونادوا بعظمة الشريف حسين ملكاً عليهم، وعظمته يحكم مستقلاً حراً [!] وهو متحالف مع الأمم التي تحارب دولتي تركية وألمانيا، وهذا شأن أشراف العرب وأمراء نجد، والكويت وعسير. ويجب عليكم يا أهل بغداد، يا من جئنا نحميكم من الظلم والغزو، وتضمن حرية تجارتكم، ويا من ستنالون ما يستوجب أدق اهتمام الحكومة البريطانية أنْ تعلموا أنّ هذه الحكومة لن تفرض عليكم أنظمة أجنبية عنكم، فأُمنيتها الوحيدة أن تحقق ما تطمح إليه نفوس فلاسفتكم وكتّابكم.. وأنا مأمور بأن أدعوكم بواسطة أشرافكم وشيوخكم إلى الاشتراك في إدارة مصالحكم الملكية لمعاضدة ممثلي بريطانيا السياسيين المرافقين للجيش، كي تنضموا إلى ذوي رحمكم شمالاً وشرقاً وجنوباً وغرباً، في تحقيق مطامحكم القومية»([712]). يلاحظ - هنا - بوضوح مدى الابتعاد الحِذر في لغة هذا البيان وأمثاله من ذكر الإسلام والقيم الإسلامية، مقابل التركيز على ذكر العروبة والقومية العربية، بل وعلى إثارة الحسّ العشائري والمناطقي، وهذه المسألة بحدّ ذاتها تحمل
نام کتاب : شيعة العراق وبناء الوطن نویسنده : الدكتور محمد جواد مالك    جلد : 1  صفحه : 300
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست