responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شيعة العراق وبناء الوطن نویسنده : الدكتور محمد جواد مالك    جلد : 1  صفحه : 274
في العراق، باعتباره المرجع الأعلى وفّرت للإسلاميين جهوداً كبيرة، وظروفاً مساعدة لنجاح مهمة الارتباط في اتجاه التنظيم والتعبئة والإدارة. ولولا هذا التطور لانصرفت معظم تلك الجهود في سبيل إقناع المرجعية وأطراف المؤسسة الدينية بضرورة اتخاذ القرار القيادي المناسب. ومن الصعوبة بمكان التكهن بنجاح تلك الجهود، وخاصة لو عرفنا، أنها ستصطدم بعقليات غير واعية لهموم الإسلام والأمة، محيطة بالمرجع قد تعرقل نجاح هذه المهمة الحساسة - في بعض الأحيان - حيث تعكس حالة من الفوضى الشعبية لتناقض الآراء وتصادم التوجهات. بين كوادر الإسلاميين من جهة والمرجع الأعلى من جهةثانية.

وهنا لابد أن نُعطي الحق لعامة الناس، في حالة عدم تسليم مصيرها لقيادة حركية سرية، لا تشعر بالارتباط الشرعي بها، وخاصة في حالة وجود مرجعية عليا غير مقتنعة بها. وبالتالي ستصل الحالة إلى بعثرة وحدة المقاومة، فضلاً عن الإحباط النفسي الذي سيصيبالمجاهدين.

وعليه، فالإمام الشيرازي برز في موقعه القيادي في الوقت المناسب، فمسك زمام الساحة الحركية، في ظل تلك الظروف العصيبة. وأدت جهوده إلى حلحلة الأزمات، وتوحيد الرؤى الحركية لدى الإسلاميين في المدن والعشائر المنتشرة في البلاد، والتي تعتبر العمق الاستراتيجي للحركة الإسلامية، وذلك لكثافتها البشرية ولنفوذها الواسع في معظم أنحاء العراق. كما «ساهم الشيرازي نفسه في حل مسألة مهمة كانت تواجه حركة المقاومة الإسلامية، وهي إنهاء أو الحد من الصراع والتناحر بين العشائر»([651]).

ومجمل هذه النشاطات، أثارت مخاوف سلطات الاحتلال، فكانوا يرون أن المعارضة تسير بشكل منظّم ومدروس، فأقدمت في 2 آب 1919م، ذي القعدة 1337هـ، على اعتقال ستة من رموز الجمعية الإسلامية في كربلاء، باعتبارهم الأداة الفاعلة لاعمال الإمام الشيرازي، وهم: عمر العلوان، عبد الكريم العواد، طليفح الحسون، محمد علي أبو الحب، السيد مهدي المولوي، والسيد محمد عليالطباطبائي.

ولما كانت المرحلة - مرحلة صراع سياسي - لذلك أعلن المرجع

نام کتاب : شيعة العراق وبناء الوطن نویسنده : الدكتور محمد جواد مالك    جلد : 1  صفحه : 274
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست