responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شيعة العراق وبناء الوطن نویسنده : الدكتور محمد جواد مالك    جلد : 1  صفحه : 272
هادئ من دون توجيه أية إثارة للناس في الساحة العامة، لأنهم ينظرون إلى المرجع الأعلى السيد اليزدي بأنه يمثل الزعامة الشرعية، وأمره هو المطاع، وأنه ملاذ عموم الأمة، ورأيه بالأحداث هوالأصلح.

المهم، في هذه المرحلة، نشطت واجهات إسلامية أمثال (جمعية النهضة الإسلامية) وغيرها في إقناع الشيخ الشيرازي،باتخاذ موقع غير سامراء، البعيدة عن ساحات التوترالعالي.

فاستقر رأيه باختيار كربلاء موقعاً له. وذلك لأن الساحة في كربلاء، لم تصل -بعد - إلى مستوى الصراع الداخلي، المفرّق بين قرار المرجعية، وقرار الزعامات المحلية، الذي وصلت إليه النجف أثناء ثورتها. فكربلاء في تماسكها حول المرجع بقيت مقفلة وعصيّة أمام التوجهات المحلية والميول الشخصية لرؤسائها المحليين بنسبة مرضية، كما وعزّزت ممانعتها - المبدئية والأخلاقية - من الدخول في صراعات خاصة ضد توجهات المرجع اليزدي، من المحتمل إثارتها من قبل الحواشي السذّج أو المدفوعين لتفريق كلمة المراجع القادة. لذلك كان على العلماء والمثقفين الإسلاميين، أن يفتحوا آفاقاً حركية، عالية المضامين، للمرجع المرتقب وذلك لتثبيت كفاءته القيادية، وأهليته في التصدي لشؤونالعراقيين.

وبالفعل، اتجهت أنظار وجهود الإسلاميين، والزعامات الاجتماعية، اتجاه الشيخ محمد تقي الشيرازي، الذي واكب مسيرة حركة الجهاد، ولم يدخل في تفاصيل الاختلافات مع زعامات محلية كما حدث للسيد اليزدي في ثورةالنجف.

وكانت مهمة الشيخ الشيرازي في البداية - وخاصة بعد وفاة السيد اليزدي، وانتقال المرجعية العليا إليه في أيار 1919م الموافق لشعبان 1337هـ - تتمحور حول لملمة ساحة الأمة بكل طبقاتها، لغرض توجيه حركتها السياسية، وتوحيد موقفها الجهادي، وذلك بربط وتفعيل المقومات الرئيسية الثلاثة لحركة الأمة، بدءاً من العلماء المجتهدين، ومروراً بوكلاء المرجعية ورؤساء العشائر والزعماء المحليين والمثقفين الإسلاميين وانتهاءً بالقاعدة الشعبية العامة في المدن والعشائر. وقد أولى لحلقة الوصل بينه وبين الناس أهمية كبيرة، وبالفعل لقد «شكل تولي الإمام الشيرازي للمرجعية العليا، بذاته، حلاً لمسألة غياب الزعامة الدينية السياسية القوية، والقادرة على أن تكون عامل جذب وتوجيه، خاصة بين المرجعية

نام کتاب : شيعة العراق وبناء الوطن نویسنده : الدكتور محمد جواد مالك    جلد : 1  صفحه : 272
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست