«أدق
موقف» منذ احتلال بغداد. أما نائب الحاكم الملكي (ويلسن)، فقد اعتبره «أخطر لحظة»
في تاريخ الإدارة الإنكليزية، بعد احتلال بغداد. وخطورتها تكمن في كونها، مظهراً
أساسياً من مظاهر حركة المعارضة الإسلامية، في وجه مشاريع السيطرة الإنكليزية،
وبالإضافة لذلك ان ثورة النجف، وما حملته من أحداث وتطورات «عززّت سلطة المجتهد
الأكبر، الروحية والسياسية، لأن السلطة السياسية، عند الشيعة تصدر عن السلطة
الروحية»([644]).
كما وأخذت الروح الجهادية في نفوس المؤمنين تأخذ طريقها في النمو والتكامل
مستفيدين من التجارب الميدانية، وبالفعل لعل أهميتها الاجتماعية والحركية أكبر من
أهميتهاالتاريخية.
(الجمعية الإسلامية)
وتطورات الحركة الإسلامية في كربلاءالمقدسة
كانت
حسابات سلطة الاحتلال - بالرغم من إخفاق ثورة النجف - تشير إلى أن الأحداث تتسارع
في الساحة السياسية والجهادية لصالح المعارضة الإسلامي في العراق، وان الزمن ليس
في صالح المحتلين، فهنالك ثمة معطيات واضحة، بعد ثورة النجف التي تعدّ معْلماً
ميدانياً مهماً لتلك المرحلة، برزت تحمل دلالات القوة الكامنة في تحرك الإسلاميين
للتصدي والمقاومة في المدن المقدسة والعشائر المرتبطة بها. وقد شهدت الساحة تطوراً
ملحوظاً للحركة الإسلامية في كربلاء، وخاصة بعد استقرار الإمام الشيخ محمد تقي
الشيرازي فيها، وتزعمه للعمل السياسي والجهادي منهناك.
وبالفعل
نشطت عمليات الاتصال والتنسيق بين علماء كربلاء والنجف وبين العشائر، وذلك لتلافي
الأخطاء المحتلمة اثر التحرك الميداني، فأصبح الاهتمام كبيراً بالعمل السري
المنظّم، لغرض الإعداد الفعلي للمقاومة المسلحة - التي باتت وشيكة الانطلاق-.
وكانت للإمام الشيرازي مبادرته الحركية والقيادية في الساحة، فمن جانبٍ شكّل
بإشرافه تحركاً ميدانياً هادفاً، ومن جانب آخر أعلن عن مساندته بالتأييد والدعم
للتحرك العام، وبذلك آنضوت الأمة تحترايته.