responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شيعة العراق وبناء الوطن نویسنده : الدكتور محمد جواد مالك    جلد : 1  صفحه : 263
من أعوانه، بدعوى انه قادم إليها لمعاضدة النجفيين ومساندتهم في مقاومتهم، ولكن الغرض الحقيقي من خديعته هذه، هو تنظيم حركة مقاومة، مناوئة للحركة النجفية. وعندما اتصل (ليشمان ببلفور)، ونقل إليه اقتراح محمد المحيسين، ارتاح إلى الفكرة ووافق عليها، فانه إذا وضع هذا الاقتراح موضع التنفيذ، لكانت وقعت داخل النجف حرب أهلية دامية، وإذا اضطر الإنكليز إلى قمعها، فإنّه يتوجب عليهم أن يتشدّدوا في اجراءاتهم الحربية، وفي إحكام الحصار، مما يعود على المحيسين بالأرباح الطائلة نسبة إلى ما كان عنده من الطعام المحتكر..»([628]). إذن هنالك خلل في تصورات الإدارة البريطانية، وربما يكون متعمداً، لإحكام سيطرتهم عبر البندقية والمدفع. ففي مثل حادثة قبيلة عنزة وقضية الحبوب يمكن القول «إن حسن العلاقات بين بريطانيا والشيعة، أهم بكثير من إقامة علاقات حسنة مع قبيلة عنزة، ذلك بأنه لم يكن لابن هذّال كلمة مسموعة لدى بعض القبائل التي تشكل قبيلة عنزة، كقبيلة العمارات مثلاً. ولكن المجتهد الأكبر في النجف، ولعلماء النجف وأعيانها سلطة نفوذ لدى أكثر من نصف أهل العراق جميعاً. هؤلاء هم الذين في يدهم حفظ الأمن، وإشاعة الاستقرار. ولكن الموظفين البريطانيين في الفرات الأوسط، في تلك الفترة، أظهروا إنهم دوماً على استعداد لتكدير العلاقات الودّية مع النجف، ولاستفزازها في الوقت الذي كانت فيه النجف مركزاً للنفوذ السياسي والديني في المنطقة بأسرها»([629]).

تقول (المس بيل) السكرتيرة الشرقية، الناشطة في الاستخبارات البريطانية([630]): «ليس هناك شك، بأن العشائر كلها ترمق النجف باهتمام، وإن أي تدابير فعّالة كانت ستتخذ ضد البلدة المقدسة - كما كان يأمل الترك - كانت ستثير شيئاً لا يستهان به، من الشعور بالتعصب. لكن الخطر الرئيس ينطوي على عكس ذلك، لأن التقصير في الاقتصاص من قتلة ضابط بريطاني، كان سيضع أرواح جميع زملائه تحت رحمة

نام کتاب : شيعة العراق وبناء الوطن نویسنده : الدكتور محمد جواد مالك    جلد : 1  صفحه : 263
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست