الإنكليز..»([622]).
ويقول جعفر الخليلي: «..وتولى آل السيد سلمان زعامة المدينة كلها والبحث عن
العاملين في الثورة، ومال إليهم عدد غير قليل ممّن أسهم في الثورة وكانوا من
المعتمد عليهم في الجمعية التنفيذية، وانقلبوا يبحثون عن الثوار. ويخرجونهم من
مخابئهم ويسلمونهم إلى الإنكليز.. وكانوا يسوقون المقبوض عليهم تحت الضرب والركل
والصفح بالنعال على رؤوسهم ويسلمونهم بهذه الكيفية للإنكليز خارج سور النجف
فيتسلمهم أولئك مكبلين ويشدونهم بالحبال إلى الخيول التي كانت تسحبهم كما تسحب
الأثقال والعربات فيهرولون خلف الخيل لاهثين وهم مكتوفو الأيدي ليقطعوا عشرة
كيلومترات على هذه الصورة حيث الكوفة التي تقيم فيها القيادة العسكرية
الإنكليزية..»([623]).
وقد كتبت المس بيل في رسالة إلى أبيها مؤرخة في 24 نيسان
1918 تقول فيها: «..ان قضية النجف انتهت بانتصارٍ لنا، فإن التعفن ظهر بين الثوار
أنفسهم وازدادت شجاعة أصدقائنا بينهم. فألقي القبض على عدد غير قليل من قتلة
مارشال وسلّموا لنا»([624]).
وهكذا تم إلقاء القبض على الثوار مثل الحاج نجم البقال، أو سلّم نفسه بشجاعةٍ
آضطراراً، مثل سعد الحاج راضي وعباس الرمّاحي وهكذا بلغ عدد المعتقلين في الكوفة
مائة واثنين، وقد عوملوا معاملة قاسية. وبعد إجراء التحقيقات سفّر منهم إلى الهند
65 رجلاً وذلك في 2 أيار 1918. كما وأصدرت المحكمة حكم الإعدام شنقاً بحق أحد عشر
رجلاً هم: كاظم صبي، نجم البقال، عباس الرماحي، علوان الرماحي، محسن أبو غنيم،
جودي ناجي، مجيد دعيبل، كريم وأحمد ومحسن أولاد سعد الحاج راضي وصاحبهمسعيد.
وحكمت
المحكمة على الآخرين بالسجن لمدد تتراوح بين الست سنوات والمؤبد ونفوا إلى الهند
لقضاء مدة السجن فيها. هذا وقد نفّذ حكم الإعدام في الكوفة صباح يوم 30 أيار 1918
الموافق للتاسع عشر من شعبان 1336هـ. وكان الإنكليز قد أجبروا لحضور الإعدام عدداً
من النجفيين وبعض رؤساء العشائر القريبة لإشاعة الرعب والخوف في