الكليدار في اليوم الرابع من الثورة أي في 22 آذار
1918م، وذلك لاختيار أعضاء وفد لمقابلة الإنكليز، وبالفعل تشكل الوفد من «السيد
عباس الكليدار، وعمه السيد هادي ومحمود آغا الهندي، والشيخ جواد الجواهري، والشيخ
محمد حسين كاشف الغطاء، والشيخ جعفر الشيخ راضي ومهدي السيد سلمان، وقد عارض الحاج
نجم البقال وأعوانه اختيار مهدي السيد سلمان بالوفد [من دون فائدة]»([619]).
استقبل
(بلفور) الوفد في خان عطية مرحباً بهم مطالباً إياهم بتسليم القاتلين، ومن ثَمَّ
طرح الشروط التالية، التي فرضتها القوات البريطانيةوهي:
«أولاً:
تسليم بعض الأشخاص، الذين عرف عنهم إنهم يتزعمون الثورة من دون قيد أوشرط.
ثانياً:
دفع غرامة بالبنادق، قدرها ألفبندقية.
ثالثاً:
دفع غرامة مالية قدرها، خمسون ألف ليرة إنكليزيةذهبية.
رابعاً:
نفي ألف رجل إلى الهند، كأسرىحرب.
خامساً:
تبقى النجف، محاصرة، ويمنع عنها الماء والطعام إلى أن تنفذ الشروط السابقة»([620]).
وبالنتيجة
اضطر الأهالي إلى قبول تلك الشروط القاسية ليتم رفع الحصار. ففي 8 نيسان 1918 «خرج
جماعة من رؤساء النجف ووجهائها كان منهم السيد مهدي وعبد المحسن شلاش والسيد عباس
الكليدار والسيد هادي الرفيعي والسيد علي جريو وعبد الله الرويشدي، بغية مقابلة
(بلفور) وقابلوه في موضع يدعى (الرحى)..أكد عليهم بلفور أن يعودوا إلى البلدة ويبحثوا
عن الثوار في كل مكان.. أخذ الكثير من الثوار يتبرؤن من الثورة»([621]).
وبالفعل بدأ العدّ التنازلي للثورة وسادت الحالة الانهزامية والنفاقية، يقول الشيخ
محمد رضا الشبيبي: «..أما سائر من حمل السلاح وأطلق النيران على الإنكليز.. فقد
ألقوا سلاحهم واحداً بعد الآخر، وشهروا ظاهراً في وجوه رفاقهم اليوم سلاحهم الذي
شهروه بالأمس في وجوه