الموجهة فيها. وبالفعل كان عملاً ارتجالياً
تسبق عاطفته حكمته([612]).
أما كبار
العلماء فقد وجدوا «أن الأحداث إنما يصنعها رؤساء النجف وليس لهم تأثير عليهم..
وإنهم يسيرون بمعزل عن آراء العلماء ومراجع الدين وإنهم يتصرفون وفق إدارتهم
الخاصة»([613]).
وبالفعل،
قامت مجموعة قوامها عشرون مسلحاً، بتنفيذ عملية قتل الحاكم السياسي في النجف (وليم
مارشال) بنجاح في 19 آذار 1918م - 6 جمادى الثانية 1336هـ. مما أثار الحماس في
نفوس الأهالي فهجموا على السراي ونهبوا الأسلحة والأثاث وأشعلوا فيه النار، وهكذا
«انتشرت صيحة الثورة في مختلف أنحاء النجف.. لم يبق مُنكمشاً عن الثورة سوى
قليلين»([614]).
وعند هذه
الحادثة اشتدّ غضب الإنكليز وأصدر (الجنرال مارشال) قائد القوات البريطانية في
العراق - وهو غير (الكابتن مارشال)-، أوامره بمحاصرةالمدنية.
وقد اتبع
الإنكليز سياسة (فرّق تسد) كعادتهم وللأسف كانت هنالك استعدادات ذاتية داخل
المجتمع النجفي لقبول هذه السياسة، يقول الأستاذ الوردي: «فقد كان الإنكليز يعلمون
ما كان بين رؤساء النجف من تنافس