دورية، تكتب
باليد، وتوزع على الناس، وتلصق على الجدران، وأبواب الصحن الحيدري([604]).
وفي مجال عملها السياسي، يقول الدكتور علي الوردي: «وأخذتْ الجمعية تتصل سرّاً
بالأتراك، الذين كانت جيوشهم ما زالت في الرمادي على الفرات، [ويضيف قائلاً] حدثني
السيد عبد الوهاب الصافي، فقال: إنه كان يشهد بعض أعضاء الجمعية يجتمعون سراً في
بيت خاله الشيخ عبد الكريم الجزائري، ويكتبون الرسائل إلى الأتراك»([605]).
وذلك لتقوية جانبهم، لغرض الوصول إلى أهدافهم الكبيرة في تحرير العراق من
المحتلين، وفي هذا الصدد يذكر الشيخ محمد الخالصي في مذكراته المخطوطة، وكان في
الموصل يومذاك، فيقول: «إنّ رسولينْ جاءا([606])
وأخبرا بتشكيل جمعية في النجف، من أهل النجف وغيرهم، غرضها إنقاذ العراق من
الإنكليز، لأن أهل العراق سأموا من ظلم الإنكليز واعتسافهم، وهم مستعدون لتنفيذ أي
أمر يصدر من القيادة العثمانية، ونادمون أشد الندم على ما كان منهم.. فأخذتُ لهما
من القيادة ما يلزم لإعاشتهما من القوت والمال، وخلعتْ عليهما القيادة خلعاً
نفيسة، وخصصت لهما داراً إلى جنب دارنا، وبعد أيام حدث نزاع بينهما وصار يسعى كلٌّ
بالآخر، فمنعتهما من ذلك وفرقتُ بينهما..»([607]).
من هذه الاتصالات وما وقع بأيدي الإنكليز من وثائق في
مخلفات الجيش الألماني في المنطقة الغربية من العراق، استنتج الإنكليز، ان هذه
الجمعية تابعة للسلطة العثمانية والألمان. والواقع إن هذه الجمعية بعد تأسيسها
طلبت النجدة من الأتراك لغرض مدّها بالسلاح لتتمكن من مقاومة المحتلين
البريطانيين، كما تشير الوقائع التاريخية([608]).