التوقيع:
صهر السلطنة ووكيل الخليفة الأعظم فـي قيادة الجيوش الإسلامية ناظر الحربية أنور»([534]).
ومع كل ذلك
بقيت حركة الأمة في حالة ترقّب وانتظار لما تسفر عنه تطورات الأحداث في الحرب
المستمرة بين القوات البريطانية والقوات العثمانية. وبالفعل آستمرت هذه الحالة حتى
تمّ احتلال بغداد في 11 آذار 1917م المصادف 15 جمادى الأولى 1335هـ من قبل
الإنكليز، فآنعكست آثار الاحتلال على عموم مناطق العراق، ففي كربلاء وبعد أن
غادرها أسعد رؤف بيك المتصرف العثماني استلم زعماء كربلاء ورؤساء أطرافها وشيوخ
عشائرها من الوجهاء والسادة الأشراف إدارة البلدة برئاسة الشيخ محمد علي كمونه([535]).
وفي حينها
دخلوا إلى دوائر الحكومة واستولوا على مخازن الأسلحة وتم توزيع البنادق والخراطيش
على العشائر، وشكلوا لجان أمنية للمحافظة على استقرار المدينة وعينوا موظفين
إداريين وجباة للضرائب المالية، وعندما أعلن (مود) بيانه الشهير في بغداد بعد
الاحتلال فرح الناس وعمّ السرور لتلك الشعارات البراقة التي وردت في البيان، وبات
الناس يحلمون بتشكيل حكومة عادلة للعهد الجديد ظناً منهم بحسن نوايا بريطانيا،
بينما ظل أغلب الناس في شك وريب فيما بعد، يقول الأستاذ سلمان آل طعمه «وخلال هذا
الوقت قررت السلطة نقل الشيخ محمد علي كمونه من كربلاء إلى المسيب ليعاون حاكمها
السياسي ويستعين به في حفظ الأمن والاستقرار وتهدئة العشائر فيها، واعطت زمام
السلطة إلى أخيه الشيخ فخري كمونه الذي يختلف عن أخيه في الحنكة والصبر، وإنما كان
فخري يتصف بالجدّة وحب الأمن والتملك فأراد فخري أن ينفرد بالسلطة ويبعد عنه
الآخرين من رؤساء البلدة ويقرب أنصاره وأعوانه الملتفين حوله.. ولم يمر وقت طويل
حتى وقع المحذور وظهر إلى العيان المستور بسبب حصول مشاجرة في مقر البلدية بين
الشيخ فخري والشيخ عبد الرحمن آل