والمطبوعات، والرأي العام، فلم تكن إلاّ
أشباحاً ماثلة وخيالات متصورة»([468]).
وكان أنور
باشا والاتحاديون بشكلٍ عام مندفعين لزجّ قدرات الدولة العثمانية في الحرب إلى
جانب ألمانيا. ويبدو أن هذا التوجه، هو جزء من الخطة لاستكمال أدوارهم المرسومة ضد
الوحدة الإسلامية والدولة العثمانية المسلمة. كما وحصلت الرغبة من ألمانيا في زج
الدولة العثمانية في الحرب إلى جانبها، لا من منطلق الاستفادة من القوات
العثمانية، وإنما من سلاح الجهاد، الذي باستخدامه سير بك الحلفاء في مواقعهم، يروي
(مورغنتو): ان السفير الألماني (فون ونغنهايم) ذكر له بصراحة، الهدف من إدخال
تركيا إلى جانب ألمانيا في الحرب، حيث قال: «إن ألمانيا كانت ترمي إلى إثارة
العالم الإسلامي على المسيحيين، أي إنها كانت تنوي تسعير حرب دينية، للقضاء على
سلطة إنكلترا وفرنسا في مستعمراتها الإسلامية كالهند ومصر والجزائر وغيرها، أما
تركيا بحد ذاتها، فليست شيئاً مهماً، جيشها صغير ضعيف، ولا ننتظر منه أعمالاً
مجيدة في ساحات القتال، ولكننا نحن لا نرى في تركيا إلاّ العالم الإسلامي، فإذا
تمكنّا من إثارة الرأي الإسلامي العام ضد انكلترا وفرنسا وروسيا، نكون قد أرغمناهم
على طلب الصلح في وقت قريب»([469]).
وبالفعل دخلت تركيا الحرب إلى جانب ألمانيا، في أوائل تشرين الثاني 1914م،
واستخدمت سلاح الجهاد المقدس([470]).