للاتحاديين،
وتشكلت هذه الجمعية من: عبد الرحمن النقيب (أول رئيس وزراء عراقي) وعيسى أفندي
الجميل، وعبد الرحمن الحيدري، ومحمد فاضل باشا الداغستاني، وكاظم باشا، وجميل
أفندي - أمين الإدارة - والملا نجم الدين الواعظ، والشيخ عبد الوهاب النائب،
والشيخ سعيد النقشبندي، والشيخ مصطفى الشهرباني..، وغيرهم([437]).
«وكان من أبرز نشاطات اللجنة التحريض على التظاهر في شوارع بغداد تحت شعار (إعادة
حكم الشريعة)([438]).
ويبدو أن هذه اللجنة كانت فرعاً لـ(الجمعية المحمدية) التي تأسست في اسطنبول
لمعارضة الاتحاديين وقوامها العلماء والعامة»([439]).
وقد بلغ
الخصام بين (الاتحاديين) و(المشوريين) أشده، وكان يدور حول الموقف من العقيدة
الإسلامية، فبينما كان (الاتحاديون) يعلنون آراءهم العلمانية المخالفة للشريعة،
فأن (المشوريين) كانوا يهاجمون هذا الاتجاه العلماني بقوة. ولكن -كما يبدو في سبيل
التقويم لهذه الجمعية (اللجنة) - أنها كانت تشكو من ضعف الفكر الحركي لدى أعضائها،
ومن النظرة الفوقية الطبقية لبعض رموزها مثل: عبد الرحمن النقيب، الذي لم تكن له
قناعة إلاّ بالوجهاء والمرموقين، فمن هنا فاتت على الجمعية الفرصة الذهبية
للمساهمة الجادة في توجيه وقيادة الشارع العراقي المعارض للاتحاديين والمؤيد للقيم
الإسلامية([440]).
وبالرغم من
أن نشاطات (لجنة المشورة) والمواقف المعارضة من بعض الجمعيات والنوادي، التي شكلت
اتجاهاً فكرياً سياسياً إسلامياً محافظاً، إلاّ أنه أنصب الاهتمام نحو معارضة
الاتحاديين، من دون تناول القضايا الأساسية التي كانت مطروحة على الساحة - آنذاك -
كالغزو الأوروبي للشعوب الإسلامية، ثقافياً واقتصادياً وسياسياً. أو معالجة
استبداد السلطة القائمة، بطريقة تضمن إصلاح أزمة التفكك والانهيار للدولة
العثمانية، وعلى ضوء ما تقدم، فقد بقيت معارضتهم محدودة في برامجها وغير متكاملة
فيأطروحتها.