الأصالة الإسلامية في إطار الدولة القائمة
إلى جانب رعاية الخصوصيات الواقعية للعرب ولغيرهم أيضاً، لتتوحد الأمة في إطار
سياسي متماسك، وأكثر من ذلك كانوا ينادون بتعريب الترك رسمياً وشعبياً، لأن اللغة
العربية هي لغة القرآن منهاج المسلمين([342]).
«وفي الحقيقة أن هذا التفكير كان هو التيار السائد، فهم (الإسلاميون) يطالبون برفع
الحيف السياسي والوظيفي والفكري، ولم تخالط أذهانهم وتصوراتهم قضية الانفصال عن
الدولة العثمانية، وحتى الثورات إنما كانت تعطي مثل هذه الدلالة، ومما يبرهن على
عدم وجود النزعة الانفصالية.. (مثلاً يقول) الزعيم مصطفى كامل
(1874-1908م،1391-1326هـ): «بالرغم من أن
المصريين يعرفون وطناً واحداً وهو مصر، إلا أنهم بطبيعة الحال لا بد أن يؤيدوا
دولة الخلافة»([343]).
إن هذه
المسألة مع وضوحها تصطدم بمحاولة اقتناص لفظي بما يخدم المشروع الانفصالي، وفي
الحقيقة أن الاقتران أو التساوي بين الطرح الإسلامي الإصلاحي والطرح القومي
العلماني، له خطورته التاريخية، حيث يحاول بعض الباحثين دمجهما في مسارٍ واحد،
ليضفي أصالة