responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شيعة العراق وبناء الوطن نویسنده : الدكتور محمد جواد مالك    جلد : 1  صفحه : 157
والسياسة، فالسياسة مظهر من مظاهر الإسلام المتعددة، تكون للسياسة الأولوية ضمن ظروف ومراحل معينه تحددّها الشريعة برؤية القيادة الإسلامية، وكانت هذه الفكرة واضحة العداء لنهج الاتحاديين، الذي كان يستبطن الفكر العلماني، لذلك أظهر المصلحون فساد التوجه العلماني (اللاّديني) في إدارة حياة المسلمين، وأنه لا يمكن أن نفهم الإسلام بشكل تام من دون إدارةوسياسة.

ومن المفيد أن نذكر - هنا - إن دعاة القومية العربية، وتحت بريق شعاراتها المحكومة بضغوط الساحة السياسية في تركيا والبلاد العربية، استطاعوا أن يجيّروا بعض الإصلاحيين التجديدين إلى إتجاههم العام، بالرغم من أن المصلحين الإسلاميين - عموماً - كانوا لا يروْن في الطرح القومي حلاًّ لأزمات البلاد، ومع ذلك تمكّن القوميّون بنسبة معينة من إثارة أحاسيس بعض الإسلاميين للوقوف إلى جانبهم من الزوايا المتفّق عليها، كخطأ سياسة التتريك التي سنّها الاتحاديون بعد إنقلابهم عام 1908م. وقد كان المسيحيّون في قمّة دعاة القومية العربية، والعداء للدولة العثمانية فهؤلاء بالتحديد «..أدركوا أنهم إذا أرادوا بلوغ هدفهم ينبغي لهم أن يتعاونوا مع المسلمين، لكي يظهروا كجبهة واحدة أمام الأتراك، ولم يكن هناك من قاسم مشترك بين المسلمين والمسيحيين سوى العروبة»، وكان من أساليبهم إدخال بعض المسلمين إلى المحافل الماسونية التي تغذي تطلعاهم([340]).

ومع ذلك، ظهرت نداءات ضمن الإصلاحيّين الإسلاميّين تنادي بالإصلاح الدستوري في الدولة العثمانية وفي الوقت ذاته تنادي بحكم ذاتي عربي ضمن الدولة الإسلامية، ويبدو أن ذلك لم يكن فعلاً ذاتياً بقدر ما هو ردة فعل عكسية على سياسة التتريك الاتحادية. فكانت المطالبة تتركز حول إقامة حكم ذاتي عربي ضمن إطار الدولة العثمانية التي يجب أن تشملها الإصلاحات، على حد قول محمد رضا الشبيبي([341]).

فالإسلاميون في أُطروحتهم الإصلاحية، لم ينادوا بالتقسيم أو الانفصال على أسس قومية للشعوب المسلمة. الذي هو هدف المستعمرين الأعداء. كما هو حال روّاد القوميّة من المسيحيين، بل كانوا يؤكدون على

نام کتاب : شيعة العراق وبناء الوطن نویسنده : الدكتور محمد جواد مالك    جلد : 1  صفحه : 157
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست