responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شيعة العراق وبناء الوطن نویسنده : الدكتور محمد جواد مالك    جلد : 1  صفحه : 159
تاريخية للطرح القومي، وكأن القومية العربية دين مقابل الإسلام!!، ومن هنا، أقول لأستاذي المرحوم الدكتور فياض([344]) ولأمثاله، إن هذا الاقتران وبهذه السذاجة يسيء إلى الإسلاميين التجديديين، بقدر ما يخدم تطلعات الاستعمار. وفي هذه الثغرة، وجد بعض الباحثين القوميين ضالتهم، فلكي يؤرخ للقومية العربية، بدايتها ويرسم حدود انطلاقتها التاريخية، حمّل الوقائع التاريخية تفسيراً لا تطيقه الأحداث، كي يتخذ منها -موطأ قدمٍ له - لتثبيت أوليّات تحركه في العراق. يقول الدكتور وميض: «خلق المصلحون معضلة عويصة.. فهم مجّدوا الإسلام وفضحوا استبدادية وجود الحكم العثماني، ومع ذلك فلقد دعوا إلى الحفاظ على (الإمبراطورية) الإسلامية العثمانية، مثل هذا التناقض! سبّب الكثير من العذاب الفكري للمثقفين الذين قبلوا أو شاركوا بهذا التوجه، بمن فيهم المثقفون العراقيون. إن هذه الازدواجية السياسية تفسر أمرين: فعندما حلّت اللحظة الحاسمة في عام 1914م، لم يكن المثقفون العرب مهيئين لوضع خطة مشتركة للعمل السياسي، بل وقعوا في انقسامات سياسية واضطراب فكري. ومع ذلك فعندما طمس التناقض بين الإسلام والعروبة بفعل الاحتلال البريطاني، كان سهلاً على القوميين والإسلاميين العراقيين أن يوحّدوا صفوفهم لمجابهة التحدي الجديد.. [يقدم مثالاً بقوله]: أن رشيد الذي مارس تأثيراً على العراقيين من خلال صحيفة (المنار) وحزب اللامركزية والذي اعتبر خلال زيارته لبغداد عام 1912م، رائداً للقومية العربية! كان مثلاً واضحاً لهذا القلق الفكري، ففي عام 1897م قال بصراحة: أن مستقبلنا يعتمد على رفض مبدأ القومية الأوروبي، وفي عام 1900م حذّر من تجزئة المسلمين إلى أجناس وأمم، وفي عام 1904م.. قال: نريد وحدة مع الأتراك ولكن على أساس العدل والمساواة.. وفي مقال (العرب والأتراك) وقف إلى جانب الشخصية العربية والثقافة العربية.. إلاّ أنّه أدان القوميين العرب في مصر والقوميين الأتراك على السواء، لأنهم يهددون الوحدة الإسلامية.. وفي 1913م كانت معظم صفحات (المنار) مكرسة لهجوم عنيف على الاتحاديين وسياستهم العنصرية..»([345]). والحق أنّ هذا المثل لا يدل على صحة استنتاج الباحثين أمثال الدكتور وميض - لما قدمناه - والمسألة خاضعة لتطورات الحياة السياسية، فالوحدة مع الدولة الإسلامية. كانت مطلباً مشروعاً قبل صعود الاتحاديين للحكم، وإنما يأتي التهجم على الاتحاديين لسياستهم العنصرية، وهو أمر مشروع - أيضاً - لا يناقض ما قبله، خاصة لو عرفنا أن الاتحاديين هم الذين اتبعوا السياسة العلمانية
نام کتاب : شيعة العراق وبناء الوطن نویسنده : الدكتور محمد جواد مالك    جلد : 1  صفحه : 159
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست