responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شيعة العراق وبناء الوطن نویسنده : الدكتور محمد جواد مالك    جلد : 1  صفحه : 156
يدعو إلى إصلاح الأزهر ويربط بين إصلاحه وإصلاح حال المسلمين، وفهم رسالة الإسلام على حقيقتها، وأخيراً يربط بين هذا الإصلاح من جانب ومقاومة الاستعمار الغربي وسيادة الأمة الإسلامية على نفسها بنفسها من جانب آخر([337]).

ومن مصر انعكست بعض الدعوات التجديديّة إلى وسيلة تغيير في الأمة، كالدعوة إلى إقامة (الجامعة الإسلامية) أي الوحدة الإسلامية «التي زرع بذورها السيد جمال الدين الأفغاني، وقد نظم الشيخ محمد عبده هذه الحركة وحوّلها إلى برنامج ثقافي قابل للتطبيق»([338]). هذا الاتجاه الإصلاحي انعكس في العراق، حيث، «بلغ الإعجاب درجة الرغبة في السير على هديها الثقافي، ففي بداية هذا القرن دعا نعمان الأعظمي (وهو من رواد الإصلاح والتجديد) اخوته العراقيين إلى إقامة جامعة كبرى كجامعة الأزهر في مصر، كوسيلة إلى نشر الثقافة في هذه البلاد»([339]).

وما نلاحظه من التركيز على الجانب الثقافي - لدى الإصلاحيين - وخاصة في المراحل الأولى من عملهم، فأنه يعبّر عن فهم عميق للأزمة الخانقة في حياة المسلمين، وذلك لأن الاستعمار الثقافي أبلغ أثراً في واقع المسلمين من الاستعمار السياسي والعسكري، فالهزيمة إنما تحصل في الواقع النفسي - أولاً - ولم تحصل الهزيمة النفسية إلا عندما تهتز الثقة بالثقافة الإسلامية، وبقدرتها على استيعاب الحياة المتطورةوإدارتها.

فجاءت الاهتمامات الفكرية، ضمن هذه المحاولات الجادة، لإسكات الأبواق المحلية المنهزمة أمام الاستعمار، والتي كانت تشيع فكرة مفادها، إن المسلمين في الشرق إن أرادوا التقدم واللحوق بالمدنيّة الحديثة، لابد أن تتغيّر مناهج حياتهم الفكرية والسلوكية والعمليةأيضاً.

بينما تذهب المدرسة الإصلاحية إلى توجيه المسلمين عَقَدياً وسلوكياً ونفسياً، لغرض إيقاف عملية الاستنزاف الداخلي لرصيد الأمة الإسلامية. بل لشحذ الهمم بالتعاون والسعي الحثيث نحو الهدف المصيري، وهو الوقوف الجدّي أمام الزحف المنسّق بين الدول الاستعمارية نحو بلاد المسلمين. ومن أفكار هذه المدرسة أنها نادت بعدم الفصل بين الدين

نام کتاب : شيعة العراق وبناء الوطن نویسنده : الدكتور محمد جواد مالك    جلد : 1  صفحه : 156
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست