سبيل الإصلاح في المرحلة ذاتها، فأصدر كتابه المعروف
(الدين والإسلام أو الدعوة الإسلامية)، ويعتبر هذا الكتاب رسالة وجدانية تناشد
المسلمين كافة، لتشخيص أسباب ضعف الحالة الإسلامية في الأمة، ويضع - المؤلف - في
مقدمة الأسباب مسألة التعلق بالدنيا وأطماعها، وكذلك حالة التفرقة بين المسلمين،
لذلك يدعو في كتابه إلى الوحدة بين السنة والشيعة، والوقوف بحزم أمام التيار
الغربي الجارف. وقد خصص فصولاً منه للردّ على النظريات الغربية كنظرية داروين في
النشوء والإرتقاء([320]).
ومما يدلل على كون موجة التجديد والإصلاح، قد أصبحت لغة
العصر السائدة في أوساط العلماء والمثقفين -آنذاك - ما نلاحظه من نشاطات بعض
المجتهدين والمفكرين في هذا الاتجاه، بالرغم من اختلافهم في النهج السياسي، فمثلاً
يلتقي السيد الشهرستاني مع الشيخ كاشف الغطاء في نقطة التجديد والإصلاح، مع أنهما «كانا
ينتميان إلى خطين سياسيين متعارضين، فالشهرستاني كان من أنصار الآخوند الخراساني
ومن الدعاة النشيطين للمشروطة الإيرانية وللحركة الدستورية بشكل عام. لكنهما
اشتركا في حركة التجديد الإسلامي.. وتميزت مساعيهما بالوعي السياسي والتقدير
الدقيق لطبيعة المرحلة والتحديات التي تواجه المسلمين»([321]).
ومن أبرز
الكتب الفكرية التي تناولت سبل التجديد الإسلامي في تلك المرحلة هو كتاب (تنبيه
الأمة وتنزيه الـمـلّة في وجوب المشروطة)، للشيخ محمد حسين النائيني
(1273-1355هـ،1860-1936م) يثبت فيه توافق المبادئ الدستورية مع الشريعة الإسلامية،
ويرّد على الفقهاء والمثقفين الذين يتصورون أنها أفكار مستوردة من الغرب، ويتوهمون
بأنها تستهدف طمس الإسلام، وبالفعل كانت تشكل أطروحته هذه نقلة موضوعية في حركة
الفكر الإسلامي الحركي والسياسي. «ونظراً لأهمية
أطروحة الشيخ