responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شيعة العراق وبناء الوطن نویسنده : الدكتور محمد جواد مالك    جلد : 1  صفحه : 144
وسميت فيما بعد بثورة التنباك، فوقف الشعب الإيراني متلاحماً مع علمائه المجاهدين وعلى رأسهم الميرزا وأَسقطوا الاتفاقية الاستعمارية بالكامل. إنّ هذه الثورة الشعبية عكست تفاعلاتها الثقافية والسياسية على الشعب العراقي، وخلقت جواً من العداء التام للاستعمار الغربي وأساليب تغلغله في أوساط المسلمين، وكذلك منحت الإسلاميين قوة شرعية للوقوف أمام الحاكم المستبد كملك إيران ناصر الدين القاجاري الذي أبرم اتفاقية التنباك مع بريطانيا، بعيداً عن موقف العلماء ورأي الشعب. هذه التطورات وفّرت أجواء خصبة لنمو الوعي السياسي والحركي في العراق، خصوصاً حينما تفاعلت الساحة الإيرانية بالفتوى، وتم نقل الموقف الشامل من كافة الطبقات الاجتماعية والفكرية داخل إيران إلى الساحة العراقية. فقد «شاع - آنذاك - أن رجالات البلاط القاجاري في إيران، امتنعوا بدورهم عن التدخين، وقيل أن زوجة السلطان ناصر الدين شاه ملك إيران في ذلك الوقت.. امتنعت هي الأخرى عن التدخين، ولم تكتف بذلك بل بادرت إلى كسر وتحطيم النارجيلة التي كانت تستعملها في تدخين التبغ العَجَمي»([299]). وحينما طلب الشاه من خادمه إحضار النرجيلة الجاهزة للتدخين، امتنع الخادم محتجاً بوجوب طاعة نائب الإمام الميرزا الشيرازي. وقد بلغت شمولية المقاطعة والثورة درجة كبيرة، استجابة للفتوى المباركة، ومن الأمور التي تنقل في هذا الصدد أن بعض المنحرفين الذين اعتادوا على ارتكاب المنكرات، امتنعوا عن التدخين، بل وحطموا النرجيلات في المقاهي والبيوت، وحينما سألهم بعض الناس عن ذلك «قالوا: إننا نفعل المعاصي ولنا أمل بالرسول الأكرم وآل بيته أن يشفعوا لنا إلى الله - تعالى - في غفران ذنوبنا، والميرزا اليوم هو نائبهم وحامي شرعهم ومؤدّيه إلى الناس، فنحن نأمل أن يشفع لنا عندهم، فإنْ أغضبناه فمن الذي يشفع لنا؟ وهكذا ترك عشرون مليوناً في إيران التدخين عملاً بأمر الميرزا الشيرازي»([300]). صحيح أن القضية ابتدأت بالتنباك، ولكنها كانت أبعد منه بكثير، حيث كانت الخطة الاستعمارية متكاملة لغرض السيطرة على بلاد المسلمين ونهب خيراتهم ومحاربة العقيدة الإسلامية. هذا ما كان يعيه الميرزا المجدّد والعلماء المجاهدون، لذلك جاء الموقف حاسماً وصارماً ليتم اقتلاع جذور الخطوة
نام کتاب : شيعة العراق وبناء الوطن نویسنده : الدكتور محمد جواد مالك    جلد : 1  صفحه : 144
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست