المظاهر الاجتماعية
التي عانى منها الإسلاميون في سبيل الإصلاح، حيث ظهر الفساد الاجتماعي عبر مظاهر
متعددة، كشيوع المراقص والملاهي في البلاد، لاستقطاب طاقة الشباب في هذا الاتجاه،
في وقت أصبح الاستعمار متنمّراً بكلّ قواه وأساليبه للانقضاض على دولة المسلمين
وثرواتهم. يقول عباس العزاوي في شأن هذه الظواهر المفسدة التي شاعت في بغداد،
بأنها «أضرت بالآهلين من
جهة فساد الأخلاق والوقائع المؤلمة وابتزاز ثروة الآهلين، فهاج في الناس السفه،
وصاروا يأوُنها بانهماك، وكان ما ينفقه المرء في ساعة لا يستطيع أن يربحه في أيام
بل في شهر، فكثرت الأسواء وزادت الموبقات.. ومن ثَمّ اقتنع الناس بأن الحرية ليست
إلا مجموعة من السفاهات وارتكاب الموبقات وإفساح المجال للنفس أن تنال كل ما ترغب
من أهواء، فلا دين يردع، ولا سيطرة عامة يُفزع إليها، ولا قوة قاهرة تحول دون
التوغل في هذه الأمور، فأكتسبت شكل مصيبة..»([267]).
يقول
الشاعر معروف الرصافي في قصيدته تحت عنوان (بغداد بَعدالدستور):