الطبقة المثقفة
في الأمة، فساهمت بطريقة أو بأخرى في مجال الإصلاح، ومما يذكر - كمثال على ذلك -
لقد «قدم المحامي رؤوف آل كتخدا في الدورة
الأولى للمجلس رسالة في الإصلاحات وهي لائحة أرسلها إلى النواب تحوي 52 مادة.. ثم
ألحقها بمواد أخرى.. ضمّها إلى لائحة الإصلاحات، فأكمل المواد فبلغت 68 مادة..
فكانت خير وصية إصلاحية للقطر العراقي وللدولة»([270]).
إلا أن علماء الدين والمثقفين الإسلاميين - في حركتهم
غير الرسمية - كانت لهم ريادة الأطروحة الإصلاحية في الساحة، فمنذ نهاية القرن
التاسع عشر وبداية القرن العشرين، أثّر رواد الإصلاح في العالم الإسلامي على
الساحة العراقية، أمثال السيد جمال الدين الأفغاني([271])
(1838-1897م)، وخلفه الشيخ محمد عبده (1849-1905م) ورشيد رضا (1865-1935م) وعبد
الرحمن الكواكبي (1849-1902م). وبالفعل استقبلت الساحة العراقية تلك الدعوات
الإصلاحية والأفكار التجديدية، مع الأخذ بعين الاعتبار مسألة علاقة - بعضهم على
الأقل - بالجهات الأجنبية وبالماسونية بالتحديد، وإن كانت مبررّة من قبل المؤيدين
لحركتهم ونتائج أعمالهم الإصلاحية([272]).
ومـمّا يذكر أنّ السلطان عبد الحميد آتخذ موقفاً واضحاً