responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شيعة العراق وبناء الوطن نویسنده : الدكتور محمد جواد مالك    جلد : 1  صفحه : 118
وهو أن القضية الكردية أصبح لها بُعداً إقليمياً ودولياً، بينما حركة الشيعة امتازت بالقيادة العلمائية والحركية الميدانية وبالعمق الشعبي الكبير الملتف حول هذه القيادة المستقلة عن البعديْنالمذكوريْن.

ومع هذا الفارق المهم، تحدّد خيار التلاقي ما بين الحركات الكردية والحركات الشيعية ضمن حالة المعارضة الوطنية والحركة السياسية منطلقةً من المسألة الجوهرية لهما، والتي غدت تشكل أساساً لانطلاقتهما وهي مسألة المظالم الإنسانية الصادرة بحقهما من مصدر مشترك وهو النظامالجائر.

فلذلك نقرأ للشيعة اليوم تاريخاً حركياً وجهادياً طويلاً منذ أواخر العهد العثماني،كما نقرأ للأكراد أيضاً، في تلك المراحل، وقد ظهرت أسماء لامعة في التاريخ الكردي الحديث، وكان من أبرزها الشيخ محمود البرزنجي، الملقب بالشيخ الحفيد، فقد قاد الحركة الاستقلالية آنذاك، وهو من العوائل الدينية المعروفة في السليمانية، وقد قتل والده الشيخ سعيد وأخوه الشيخ أحمد، في حادثٍ مدبّر في مدينة الموصل، في كانون الأول 1908م، حيث أُبعدت الأسرة إليها من قبل السلطة العثمانية، وقد أُشيع في وقتها بأن الحادث كان بسبب تحريض جمعية الاتحاد والتّرقي في الآستانة. فرفع الشيخ الحفيد لواء الحركة الاستقلالية للتخلص من حكم الأتراك، وإقامة دولة كردية مستقلة، وبالفعل توسّع أمره داخل شعبه، وبدأ بآتصالات سياسية مع روسيا القيصرية وبريطانيا، وأعرض إمكانية مشاركته عسكرياً ضد الدولة العثمانية مقابل نيل الاستقلال، وأن يكون زعيماً للدولة الكردية، وكان للقرب الجغرافي من روسيا أثره في توطيد العلاقة معها أكثر. ولكن هذه المحاولة لم ترقَ إلى مستوى الاتفاق التنفيذي، إلاّ أن الرجل دخل اسمه في دائرة الضوء لدى روسيا وبريطانيا، باعتباره زعيماً محلياً طموحاً. ويظهر لنا أن القناعة بصدق عرضه في توظيف إمكاناته العسكرية ضد الدولة العثمانية، والقناعة بقدرته في سحب الشارع الكردي المسلم إلى محاربة الدولة العثمانية، لم تبلغا الدرجة المطلوبة لدى الروس والإنكليز، وبالفعل لقد عبّر الأكراد عن موقفهم المبدئي انطلاقاً من الإسلام وحب الوطن فاشتركوا عملياً بقيادة الشيخ الحفيد في الحرب العالمية الأولى ضد الجيش الروسي الغازي، كما واشتركوا ميدانياً إلى جانب المجاهدين العرب في جنوب العراق ضد المحتلين الأجانب، استجابة لنداء الجهاد الذي أطلقه

نام کتاب : شيعة العراق وبناء الوطن نویسنده : الدكتور محمد جواد مالك    جلد : 1  صفحه : 118
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست