يبيّن
المفسرون في أسباب نزول هذه الآية الكريمة بأنها نزلت في الصحابي الجليل عمّار بن
ياسررضي الله تعالى عنه حينما أُكره من قبل المشركين بعد أن قتلوا أمه
وأباه أمامه، وعذبوه تعذيباً شديداً، أعطاهم ما أرادوا بلسانه فقال بعضهم: كفر
عمّار، قال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: «كلاّ،
إن عماراً يغمره الإيمان من قرنه إلى قدمه»، ودخل عليهم عمار باكياً على ما صدر منه، فمسح الرسول
صلى الله عليه وآله وسلم عينيه، وقال له: «إنْ
عادوا فعدْ لهم بما قلت»([207]). وهكذا «التجأ
عمار إلى التظاهر بالكفر خوفاً من أعداء الإسلام»([208]). يقول أبو بكر الرازي الجصاص - من أئمة الحنفية
في قوله تعالى:
يعني أن
تخافوا تلف النفس، أو بعض الأعضاء، فتتّقوهم بإظهار الموالاة من غير اعتقاد لها».
ويستمر الشيخ مغنية في عرضه للآراء في هذا الصدد ثم يقول «وهذا
الذي قاله صاحب السيرة الحلبية، ونقله الجصاص عن الجمهور من أهل العلم هو بعينه ما
تقوله الإمامية»([210]). وباعتبار أن المسلمين