responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شيعة العراق وبناء الوطن نویسنده : الدكتور محمد جواد مالك    جلد : 1  صفحه : 109
أولاً: مسألة التزامهم بالتقيّة فيحياتهم

وفي الحقيقة أن سلوك التقية مبدأ إنساني فطري، مارسه الإنسان المؤمن قبل الإسلام، كي يدفع الضرر عن نفسه وعياله. فقد قال تعالى:

(وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آَلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ) ([205]).

فإخفاء الإيمان وستره في ظروف فرعونية قاهرة هي ضرورةحياتية.

إن التقيّة أسلوب في التخفّي والتستر والكتمان على الإيمان والمبدأ، حماية للنفس والعِرض والمال. ومشروعية التقية نابعة من القرآن الكريم ففي قوله تعالى:

(إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ...) ([206]).

يبيّن المفسرون في أسباب نزول هذه الآية الكريمة بأنها نزلت في الصحابي الجليل عمّار بن ياسررضي الله تعالى عنه حينما أُكره من قبل المشركين بعد أن قتلوا أمه وأباه أمامه، وعذبوه تعذيباً شديداً، أعطاهم ما أرادوا بلسانه فقال بعضهم: كفر عمّار، قال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: «كلاّ، إن عماراً يغمره الإيمان من قرنه إلى قدمه»، ودخل عليهم عمار باكياً على ما صدر منه، فمسح الرسول صلى الله عليه وآله وسلم عينيه، وقال له: «إنْ عادوا فعدْ لهم بما قلت»([207]). وهكذا «التجأ عمار إلى التظاهر بالكفر خوفاً من أعداء الإسلام»([208]). يقول أبو بكر الرازي الجصاص - من أئمة الحنفية في قوله تعالى:

(إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً..) ([209]).

يعني أن تخافوا تلف النفس، أو بعض الأعضاء، فتتّقوهم بإظهار الموالاة من غير اعتقاد لها». ويستمر الشيخ مغنية في عرضه للآراء في هذا الصدد ثم يقول «وهذا الذي قاله صاحب السيرة الحلبية، ونقله الجصاص عن الجمهور من أهل العلم هو بعينه ما تقوله الإمامية»([210]). وباعتبار أن المسلمين


[205] سورة غافر، 40/28.

[206] سورة النحل، 16/106.

[207] مغنية، محمد جواد: الشيعة في الميزان،ص345.

[208] المظفر، محمد رضا: عقائد الإمامية،ص86.

[209] سورة آل عمران، 3/28.

[210] مغنية، محمد جواد: الشيعة في الميزان، ص50-51.

نام کتاب : شيعة العراق وبناء الوطن نویسنده : الدكتور محمد جواد مالك    جلد : 1  صفحه : 109
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست