نام کتاب : الملائكة في التراث الإسلامي نویسنده : حسين النصراوي جلد : 1 صفحه : 82
العبد الذليل من المولى، فيقوم هو وأصحابه، لا يدنو منه
حتى يبدأ بالتسليم ويبشّره بالجنة([210]).
وتذكر رواية أخرى أنّ ملك الموت حينما يأتي
المؤمنَ ليقبض روحه يجزع من ذلك، فيقول له ملك الموت:
يا ولي الله لا تجزع، فوالذي بعث محمداً صلى
الله عليه وآله وسلم لأنا أبرُّ وأشفقُ عليك من والد رحيم لو حضرك([211]).
فهكذا يتعامل ملك الموت مع المؤمنين إلا أنه
بالرغم من ذلك، فإن نزعَ الروح ليس بالأمر السهل، باعتبار أنّ الروح تعوّدت على
مرافقة البدن، وارتبطت به ارتباطاً قوياً، وأصبح من الصعب عليها أن تفارقه، وعندما
يُسأل الصادق عليه السلام: لأي علة إذا خرج الروح من الجسد وَجدَ له مسّاً، وحيثُ
رُكِّبت لم يَعلم به؟ يقول:
أي حصلت العُلقة الوثيقة والانشداد الكبير
بين البدن والروح، ومن هنا تصعب المفارقة بعد تلك الملاصقة الطويلة، فقد وردت
رواية عن أبي جعفر عليه السلام مفادها أنّ جماعة من أنبياء بني إسرائيل سألوا الله
في إحياء ميت، فخرج أبيضَ الرأس واللحية، ينفض رأسَه من التراب فزعاً شاخصاً بصره
إلى السماء، فقال لهم: (لقد سكنت في قبري تسعاً وتسعين سنة،