وكلها
تصبُّ في معنى واحد وهو إثبات صحة هذه القصة، وأنَّ هذين الملكين تعرَّضا للانحراف
بسبب الزهرة.
ولكنَّ
جماعة من علماء العامة أنكروا صحة هذه القصة وزيفوها منهم القاضي عياض الذي ذكر -
بحسب ما نقل عنه الآلوسي - (أنّ ما ذكره أهل الأخبار ونقله المفسرون في قصة هاروت
وماروت لم يرد منه شيء لا سقيم ولا صحيح عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم..
وذكر في (البحر) أنَّ جميع ذلك لا يصح منه شيء)([118]).
وعلق
القرطبي على القضية بقوله: (هذا كله ضعيف وبعيد عن ابن عمر وغيره، لا يصح منه شيء،
فإنه قولٌ تدفعه الأصول في الملائكة الذين هم أمناء الله على وحيه وسفراؤه إلى
رسله)([119]).
وبالغ
الشهاب العراقي في الإنكار إلى حد الشطط حيث نصَّ - كما حُكي عنه - على أنَّ: (من
اعتقد في هاروت وماروت أنهما ملكان يُعذَّبان على خطيئتهما مع الزهرة فهو كافرٌ
بالله تعالى العظيم، فإنّ الملائكة معصومون)([120]).
وأما الفخر
الرازي فإنه بعد أن نقل الرواية عن ابن عباس، قال: (واعلم أنَّ هذه الرواية فاسدة
مردودة غير مقبولة، لأنه ليس في كتاب الله ما يدل على ذلك بل فيه ما يبطلها من
وجوه:
[117] تفسير الدر المنثور:
1/97 – 102، وتفسير روح المعاني: مج1 ج1/341.