نام کتاب : الملائكة في التراث الإسلامي نویسنده : حسين النصراوي جلد : 1 صفحه : 48
مقبول، فما أكثر القصص التي ذكرها القرآن
الكريم في أمر موسى عليه السلام وبني إسرائيل وهي تشابه ما ورد عندهم، فهل معنى
هذا أنها محرَّفة؟!
وعن الشيخ
البهائي قدس سره أنه رأى في بعض التفاسير: (أنَّ المراد بالملكين المذكورين: الروح
والقلب، فإنهما من العالم الروحاني أُهبطا إلى العالم الجسماني لإقامة الحق،
فافتتنا بزهرة الحياة الدنيا، ووقعا في شبكة الشهوة، فشربا خمر الغفلة، وزنيا ببغي
الدنيا، وعبدا صنم الهوى، وقتلا نفسهما بحرمانهما من النعيم الباقي فاستحقا أليم
النكال وقطيع العذاب)([114]).
واحتمل الآلوسي في تفسيره أيضاً أن تكون هذه القصة من باب الرموز والإشارات، وذكر
ما يقرب مما حكاه البهائي قدس سره([115])،
وقد مرَّ احتمال البيضاوي لذلك.
إلا أنَّ
مثل هذا التوجيه خلاف الظاهر فلا يُصار إليه إلا مع القرينة والدليل وهما منتفيان
في المقام، ولو فرضنا وجود دليل على هذا الكلام لكان من باب التأويل وهو لا يتنافى
مع التفسير، إذْ إنَّ لآيات القرآن الكريم تفسيراً وتأويلاً، فالنتيجة أنَّ
المشكلة تبقى غير محلولة.
وأما من طرق العامة فقد رووا أكثر من عشرين حديثاً([116]) كثيرٌ منها
ينتهي إلى ابن عمر وبعضها إلى ابن عباس، وبعضها إلى علي عليه السلام وابن مسعود
وعائشة وعمر وكعب الأحبار وغيرهم، وفيها أحاديث صرَّح بعض علمائهم بصحة