وأقول إنهم معصومون مما يوجب لهم العقاب بالنار، وعلى هذا القول جمهور
الإمامية وسائر المعتزلة وأكثر المرجئة وجماعة من أصحاب الحديث، وقد أنكر قومٌ من
الإمامية أنْ يكون الملائكة مكلفين، وزعموا أنهم إلى الأعمال مضطرون، ووافقهم على
ذلك جماعة من أصحاب الحديث)([87]).
وقال ابن
أبي الحديد المعتزلي: (حكي عن قوم من الحشوية أنهم يقولون: إنّ الملائكة مضطرون
إلى جميع أفعالهم، وليسوا مكلفين، وقال جمهور أهل النظر: إنهم مكلَّفون)([88]).
وقال الفخر
الرازي: (اختلفوا في أنَّ الملائكة هل هم قادرون على المعاصي والشرور أم لا؟ فقال
جمهور الفلاسفة وكثير من أهل الجبر: إنهم خيرات محضة([89])
ولا قدرةَ لهم البتّة على الشرور والفساد، وقال جمهور المعتزلة وكثيرٌ من الفقهاء:
إنهم قادرون على الأمرين: واحتجوا على ذلك بوجوه)([90])،
ثم استدل بمجموعة من الأدلة: