responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الملائكة في التراث الإسلامي نویسنده : حسين النصراوي    جلد : 1  صفحه : 37
حين أنَّ الملائكة لا غرائز لديهم ولا شهوات كما ذكرنا.

هل الملائكة مجبورة على أعمالها؟

والملائكة مختارون في تصرّفاتهم لا مجبورون عليها، بمعنى أنهم يستطيعون المخالفة، ولكنهم لا يخالفون، وهذا معنى العصمة، أما لو كانوا مجبورين لما كان معنى لعصمتهم ولأصبحوا مثل الحجر والمدر والشجر وغيرها من الأمور المسيّرة، فهذه الأشياء لا تخالف ليس لأنها معصومة، ولكن لأنها مجبرة، ولو كان حال الملائكة حال هذه الأشياء لما كان معنى لتوعدها بالنار، إذ الأشياء المجبرة لا تتوعد، ولما كان معنى لمدحها على فعل الخير إذ المسيّرات لفعل الخير لا تتمكن من تركه، وكل الآيات الكريمة - التي ذكرناها - والتي دلت على عصمتهم دلت على اختيارهم، وهي واضحة الدلالة على ذلك، فهي تقول: إنهم لا يستكبرون، ولا يعصون، ولا يستنكفون، ولا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون، فهم إذن يستطيعون الاستكبار والعصيان والاستنكاف والسبق بالقول وعدم العمل بالأمر.

وبهذا يظهر ضعف قول من زعم بأنَّ الملائكة مضطرون إلى أعمالهم مجبرون عليها فهم بمنزلة الآلة التي يحرّكها الإنسان كيف أراد.

قال الشيخ المفيد قدس سره في كتاب المقالات: (أقول: إنَّ الملائكة مُكلَّفون وموعودون ومُتَوَعَّدُون، قال تبارك وتعالى:

(وَمَن يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلَهٌ مِّن دُونِهِ فَذَلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ

نام کتاب : الملائكة في التراث الإسلامي نویسنده : حسين النصراوي    جلد : 1  صفحه : 37
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست