ومن طرقنا روي عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال:

إن الله عز وجلّ خلق الملائكة من نور([19]).

وحقيقة هذا النور لا يعلمها إلا الله تعالى، ولكنّ النور بشكل عام يعبر عن الهدى والخير حتى إن الله سبحانه شبه نفسه بالنور، فقال:

(اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ)([20]).

وبما أنهم مخلوقون من نور، والنور مادة كالنار والتراب، فالملائكة عبارة عن أجسام مادية وليست مجردة كما زعم الفلاسفة، إلا أنّ مادتهم مادة لطيفة وليست كثيفة، وإلى هذا القول ذهب أكثر المسلمين كما صرَّح بذلك الفخر الرازي([21])، بل ادعى عليه العلامة المجلسي قدس سره الإجماع، حيث قال: (أجمعت الإمامية بل جميع المسلمين إلا مَن شذّ منهم مِن المتفلسفين.. على وجود الملائكة وأنهم أجسام لطيفة نورانية..)([22]).

وقال ابن أبي الحديد المعتزلي: (قال أصحابنا المتكلمون:

[18] صحيح مسلم: كتاب الزهد والرقائق: 5/495 – ح2996.

[19] بحار الأنوار: 11/102 و 56/191.

[20] سورة النور: الآية 35.

[21] تفسير الرازي: 1/160، ونقله عنه في بحار الأنوار: 56/205.

[22] بحار الأنوار: 56/202 – 203.